قال الممثل البريطانى من أصل عراقى عمرو القاضى فى مقال رأى له بصحيفة الإندبندنت، إن أصوله العربية جعلته يتعرض للتنميط العنصرى فى مجال صناعة السينما، داعيًا لتمثيل أكثر عمقًا للشخصيات العربية فى الأفلام العالمية.
وكان دور عمرو الأول فى السينما فى عمر الـ14 كإبن إرهابى فى فيلم "ميونيخ"، لمخرجه الكبير ستيفن سبيلبرج، وبعد بلوغه الـ26، تسلم نحو 30 سيناريو للعب دور الإرهابى.
وتتمحور الأدوار التى طلبت منه حول "الرجل الملتحى المريب فى المترو" و"الرجل المسلم الذى يضع قنابل خلف البرقع المتخفى فيه"، وإذا كانت الأدوار غير مرتبطة بشكل صريح بالإرهاب، فمعظم الأدوار العربية التى قرأها عمرو تكون فى تناحر مع الأبطال البيض.
وأشار إلى مسلسل "المدير الليلى" الذى أنتجته "بى بى سى"، والذى ذكره بالصعوبات التى يواجهها فى مهنته، فكان واضحًا فى المسلسل أن الشخصيات العربية هم فقط "الآخرون" الذين يضعون العوائق فى رحلة الأبطال البيض، وعندما شكا عمرو الأدوار المتاحة له لمخرجة، شجعته على استعمال عرقه كـ"ورقة لعب".
وأوضح عمرو أن الأدوار المتاحة للعرب ازدادت بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، ولكن فقط فى الظل لكى يحصل الممثل الأبيض على الأوسكار فى نهاية المطاف.
وقال كاتب المقال إنه بالإضافة لصعوبة صنع اسم لامع لممثل عربى فى صناعة الأفلام العالمية، فالأسوأ هو أنه لا توجد شخصيات عربية ومسلمة يتم تقديمها بشكل ثلاثى الأبعاد على الشاشة.
ونوه إلى أن فيلم "قناص أمريكى"، واحدًا من أكثر الأفلام ربحًا فى تاريخ السينما، كان عن رجل أبيض، برادلى كوبر، وهو يقتل ممثلين عرب بلا أسامى لأكثر من ساعتين.
وقال إن "القصص على الشاشة لها قدرة نادرة على إثارة التعاطف مع الشخصيات المختلفة بين الجماهير حول العالم، ولذا فترك الأصوات العربية والإسلامية فى سياق الإسلاموفوبيا العالمية لأمر مضر بشكل خاص".
وتابع : "إذا اجتهد التليفزيون والسينما أكثر فى تقديم شخصيات عربية بكل إنسانيتنا وأبعادنا الثلاثية المعقدة المتعددة الجوانب فلن تكون كراهية الأجانب جائحة كما هى الآن".
وأشار إلى أنه فى حال فوز فيلم "لا لا لاند" بالأوسكار فسيكون هذا معناه أن صناعة السينما تعطى الأولوية لتحتفى بنفسها وبالبيض قبل أى شىء آخر، داعيًا لإهداء الأوسكار إلى فيلم "ضوء القمر" الذى يروى قصة رجل أسود مثلى جنسيًا.