كشفت صحيفة (الجارديان) البريطانية، اليوم السبت، أن منطقة صغيرة فى مدينة مانشستر، نشأ فيها الانتحارى البريطانى، الذى فجر نفسه الأسبوع الماضى فى الموصل العراقية، وخرج منها أيضا الكثير من الإرهابيين الذين اتخذوا الطريق ذاته.
وقالت الصحيفة - فى تقرير نشرته عبر موقعها الالكترونى - "إن الشوارع القليلة بمنطقة موس سايد، التى تبعد ميلا عن منزل طفولة الانتحارى رونالد فيدلر المعروف أيضا باسم جمال الحارث، كانت موطنا كذلك لعدد 9 آخرين انضموا لجماعات إرهابية وتم حبسهم أو اختفوا أو قتلوا أنفسهم باسم تنظيم داعش".
ووجدت (الجارديان) فى تحقيق أجرته أن 16 شخصا أدينوا أو ماتوا إرهابيين، كانوا يعيشون فى نطاق 5.2 ميل من منزل الحارث، مشيرة إلى أنه من المعلوم أنهم جميعا كانوا جزءا من شبكة متطرفة وبعضهم كان يصلى فى المسجد نفسه.
وداخل صالة تدريب (نادى) يرتادها شباب المنطقة لممارسة الملاكمة، اعترف المدرب منذ عقود وبطل العالم السابق فى الملاكمة موريس كور بأن الإرهاب يطارد شباب المنطقة الساخط.
وذكرت الصحيفة، أن أحد هؤلاء الشباب يدعى رافائيل هوستى (24 عاما)، وكان عضوا فى نادى كور، وعرف "الحارث" كذلك ومات العام الماضى بعد رحيله عن "موس سايد" فى 2013، مشيرة إلى أن من بين المعروفين بعلاقتهم بالحارث وهوتسى ، سلمى وزهرة هالين اللتين أصبحتا زوجتين لإرهابيين فى سوريا بعد فرارهما من بريطانيا.
وقالت إن "الحارث"، كان صديقا مقربا من والد "هوتسى" الذى يدعى إبراهيم وعمره 42 عاما، حيث سافرا سويا ضمن قافلة مساعدات إلى قطاع غزة فى 2009، كاشفة أن رافائيل هوتسى، الذى كان يدرس تصميم جرافيك أصبح مسئول تجنيد لدى داعش، حيث غوى المجندين بإمكانية الزواج سريعا من زوجات جميلات.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هوستى، غادر مع اثنين من زملائه إلى سوريا فى 2013 عندما كان يدرس لنيل شهادة بجامعة جون مورس فى ليفربول.
ونقلت (الجارديان) رواية كور من داخل صالة الجيم عن رافائيل هوستى، حيث قال: "كان لدينا هذا الشاب الذى يأتى إلى الصالة وكان ملاكما بارزا يأتى هنا طوال الوقت وينغمس فى التدريب، لكن بعدها غادر إلى الكلية وما سمعته بعد ذلك أنه مات وأصبح أحد هؤلاء الانتحاريين".
وتابع كور: "موس سايد كانت دائما مرتبطة بثقافة العصابات لكن ذلك ينتهى الآن..لا يمكننى أن أجزم إذا كان (الإرهاب) هو مأوى جديد للشباب الذى يريد أن يكون جزءا من عصابة، لكن هناك شيئا يجذبهم إلى ذلك، شيئا ما خارج أيدينا".
أما "ستيفن جراى" أو كما يطلق على نفسه مصطفى جراى، والذى كان جنديا مخضرما فى سلاح الجو الملكى البريطانى، أثناء حرب العراق، وحسب الصحيفة، فقد تمت إدانته فى يوليو العام الماضى، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بعد محاولته مرتين الانضمام إلى الإرهابيين فى سوريا.
وأدين عبد الرؤوف عبد الله، صديق جراى، وهو بريطانى – ليبى، أصيب بالشلل بعد مشاركته فى الثورة الليبية عام 2011، بعد أن حاول مساعدة جراى للسفر إلى سوريا من أجل أن يقاتل مع الإرهابيين هناك.
وقالت الصحيفة، إن الرجلين كانا لهما صلات مع 3 إرهابيين آخرين، فشقيق عبد الله، ويدعى محمد، وكذلك صديقيه نزار خليفة وراى ماتيمبا يعتقد أن جميعهم فى سوريا وغير معروف إذا كانوا أحياء أم أمواتا.
وعلى الوتيرة ذاتها، يعتقد أن الأخوين خليف، وعبد الرحمن شريف، (21 و18 عاما)، اتجها إلى سوريا فى نوفمبر 2014، وأبلغ إرهابيو داعش والدى الشقيقين أن عبد الرحمن، قتل وأخوه الأكبر مفقود ويعتقد أنه قتل أيضا.
وهناك أيضا من هم على علاقة برافائيل هوستى، الأخوان محمد جديد، وخليل رؤوفى، حيث غادر هوستى، تاركا زوجته وطفله الصغير وراءه إلى سوريا مع زملاء الدراسة خليل رؤوفى ومحمد جديد كلاهما 20 عاما ، وتم ذكرهم جميعا فى محاكمة جمشيد جديد مدرس الأحياء الذى ساعدهم على السفر وحكم عليه فى يناير 2016 بالسجن 6 أعوام.
أما رؤوفى، الذى عرف كذلك بـ"أبوليث" فقد قتل أثناء معركة فى سوريا فبراير 2014، بينما فجر محمد جديد نفسه فى هجوم انتحارى بالعراق فى وقت لاحق من نفس العام.
وفى أغسطس الماضى، تم سجن عبد الله أحمد جامع فرح، ابن عم التوأم هالين لمدة 7 أعوام، بعد أن أنشأ محور اتصال فى منزل والدته بمانشستر لمجموعته من المتطرفين مثله.