أعلنت باكو عن استهداف قواتها نقطة قيادة لعسكريى إقليم قره باغ الجبلى ردا على إطلاق نار من هناك ما أدى إلى مقتل العشرات فى منطقة خاجافيندسكى المتاخمة لخط التماس بين الجانبين، حسبما ذكرت "روسيا اليوم".
وفى بيان صادر عنها الخميس، أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن "الجانب الأرمينى يحاول جاهدا إخفاء خسائره البشرية التى تقدر بالعشرات، رغم الدمار الذى لحق بعرباته العسكرية وأفراده ووثقته تسجيلات الفيديو لموقع الدمار أمام مبنى قيادة فرق الهندسة وتفكيك الألغام" فى منطقة خاجافيندسكى فى قره باغ.
وزارة الدفاع فى إقليم قره باغ، نفت على لسان المتحدث الرسمى باسمها سينور أسراتيان صحة الأنباء الأذربيجانية عن عدد قتلاها، وأعلنت من جهتهاعن مقتل عسكرى واحد تابع لها نتيجة لانتهاك باكو الهدنة المرعية على خط التماس.
وأضافت: "خرقت القوات المسلحة الأذربيجانية فى تمام الساعة الـ11:25 بالتوقيت المحلى وقف إطلاق النار على خط التماس وأطلقت باتجاه قره باغ قذائف الهاون من عيار 60، و82 ملم، وفتحت النار باتجاه أراضينا من القواذف المحمولة على الكتف".
يذكر، أن التوتر لا يزال سيد الموقف على خط التماس بين أذربيجان وقره باغ منذ السبت الماضي، حيث يتبادل الجانبان الاتهامات بتكثيف النشاط والتحركات العسكرية فى منطقة الحدود، ما ينذر باندلاع القتال هناك بين لحظة وأخرى.
فقد أشارت وزارة الدفاع فى قره باغ إلى أن القوات الأذربيجانية حشدت التعزيزات العسكرية وحاولت ليل السبت الماضى اقتحام الخط الفاصل، فيما اتهمت باكو قره باغ باستفزاز أذربيجان لجرها إلى نزاع مسلح مع أرمينيا.
وخلصت هذه الاتهامات إلى اشتباك اندلع بين الجانبين كانت حصيلته خمسة قتلى من الجانب الأذربيجانى الذى لم يتسن له سحب جثث عسكرييه إلا يوم الاثنين، كما فارق عسكرى أذربيجانى سادس الحياة متأثرا بجروحه يوم الثلاثاء إثر الاشتباك المذكور.
ويعود النزاع بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم قره باغ لعام 1988 حين كان البلدان جمهوريتين مستقلتين فى قوام الاتحاد السوفيتي، حيث أعلنت الأغلبية الأرمنية لسكان الإقليم الذى كان يتبع لأذربيجان إداريا، قيام حكم ذاتى على أراضيها مطالبة بالانضمام إلى أرمينيا، لتندلع حرب أهلية طاحنة خلصت إلى ترحيل آلاف الأرمن من أذربيجان، وآلاف الأذريين من أرمينيا ولم تتوقف حتى إرسال موسكو قوات للفصل بين طرفى النزاع وإعلان الهدنة هناك سنة 1994، فيما تلعب روسيا فى الوقت الراهن دور الوسيط الرئيس فى التهدئة وصمود الهدنة بين البلدين أملا فى نزع فتيل الحرب وإحلال السلام بينهما.
ويعيد المؤرخون جذور الصراع الرئيسية على قره باغ، إلى سنة1923حيث ألحقت موسكو فى السنوات الأولى لقيام الاتحاد السوفيتى على أنقاض الإمبراطورية الروسية الإقليم إداريا بجمهورية أذربيجان المنسلخة هى نفسها عن إيران.