قالت شركة إسرائيلية إن درعا صممتها لحماية رواد الفضاء من الجسيمات الشمسية القاتلة فى الفضاء السحيق ومن المقرر تجربتها فى مهمة على سطح القمر جاهزة للتجربة فى أى رحلة مأهولة إلى كوكب المريخ، وطورت شركة ستيمراد ومقرها تل أبيب درع الإشعاع الفضائى (أستروراد). وستيمراد هى نفس الشركة التى أنتجت وسوقت بالفعل حزاما لوقاية عمال الإغاثة من أشعة جاما الضارة التى تنبعث أثناء الكوارث النووية.
وقال أورين ميلشتين المدير التنفيذى لستيمراد إن الدرع ستحمى الأنسجة البشرية الحيوية خاصة الخلايا الجذعية التى يمكن أن تتلف بسبب الإشعاع الشمسى فى الفضاء السحيق أو على المريخ الذى لا يوفر غلافه الجوى الرقيق أى حماية.
وقالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إنها تأمل فى إرسال رواد فضاء إلى المريخ فى منتصف عقد الثلاثينيات من هذا القرن،وتُصنع الدرع من طبقات تشبه الخريطة تحيط برائد الفضاء وتُفصل كل درع خصيصا لكل رائد فضاء. وستوضع مواد واقية غير معدنية على كل درع لتحمى أعضاء كل رائد فضاء، وقال ميلشتين "هذا المنتج سيساعد فى أن يكتشف البشر الفضاء السحيق. الطفرة التى حققناها تتمثل فى ابتكار بنية درع متعددة الطبقات لتغطى بدقة أهم الأعضاء البشرية."
وذكرت ستيمراد أنها أثبتت فاعلية الدرع فى الاختبارات المعملية وفى اختبارات المحاكاة لكنها ستخضع أيضا للاختبار على متن سفينة الفضاء أوريون وهى مشروع مشترك بين لوكهيد مارتن وناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، ومن المقرر إطلاق أوريون على متن أكبر صاروخ فى تاريخ البشرية ووضعها فى مدار القمر خلال رحلة غير مأهولة لأول مرة بعد إعادة تشغيل نظام الفضاء التابع لناسا والمقرر فى أواخر 2018. ويعول على أوريون فى التخطيط لسفر رواد فضاء إلى القمر أو المريخ مستقبلا.
وأثناء المهمة على سطح القمر ستُربط الدرع على جذع دمية وهمية ثم يُستخدم جهاز لمراقبة امتصاص الإشعاع. وستوضع دمية وهمية أخرى بدون درع حماية على أن يجرى تحليل الاثنتين عقب عودتهما إلى الأرض، ولم تصدر ناسا على الفور أى تعليق بشأن كيفية تأثير هذا الاختبار على قرارها المحتمل بشأن جعل رحلة أوريون مأهولة من عدمه، وقال جدعون ووترمان كبير التقنيين فى ستيمراد إن الدرع تحتاج إلى أن تجمع بين الكثافة والمرونة من أجل حماية رواد الفضاء وتمكينهم فى نفس الوقت من التحرك بأكبر قدر ممكن من الحرية.
وقال ميلشتين إنه تم صنع النماذج المؤقتة للدرع ومن المتوقع أن تنتج أول درع حماية بنهاية العام الجاري، وأضاف أنه على عكس الفضاء السحيق فإن رواد المركبات الفضائية فى مدار الأرض، مثل أولئك الذين على متن محطة الفضاء الدولية، لا يواجهون خطر التعرض لإشعاعات لأنهم يحظون بحماية يوفرها المجال المغناطيسى للكوكب الذى يعمل كدرع.