أصدرت الصين، اليوم الخميس، تقريرا عن أوضاع حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة انتقدت فيه ما قالت أنه "ازدياد معدلات العنف وتفاقم مشاعر التمييز العنصرى فى المجتمع الأمريكى"، وما وصفته بـ"مهزلة الانتخابات الأمريكية التى هيمن فيها المال على السياسة.
وهاجم التقرير، الولايات المتحدة "لتنصيبها نفسها قاضى القضاة والمدافع الأكبر عن حقوق الإنسان فى العالم ولدأبها على كيل الاتهامات ضد البلدان الأخرى بشأن سجلاتها لحقوق الإنسان فى الوقت الذى تغض فيه الطرف عن مشاكل حقوق الإنسان الفظيعة التى يعانى منها المجتمع الأمريكي". على حد قول التقرير.
وصدر تقرير اليوم تحت عنوان "سجل حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة فى عام 2016، " عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصينى (مجلس الوزراء) ردا على التقرير الصادر عن الخارجية الأمريكية منذ نحو أسبوع حول ممارسات حقوق الإنسان فى دول العالم خلال العام الماضى.
وأشار التقرير إلى بعض الحقائق التى وصفت بالدامغة والخاصة باستمرار تردى أوضاع حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة.
وقال إنه فى السنة الماضية سجلت الولايات المتحدة ثانى أعلى معدل لأعداد السجناء فى العالم، حيث أظهرت البيانات أن هناك 693 سجينا من بين كل 100 ألف أمريكى.
وأشار التقرير إلى أن أنه تم سجن ما يقرب من 2.2 مليون شخص فى الولايات المتحدة فى عام 2014 وان هناك 70 مليونا من الأمريكيين خاضوا تجربة السجن- أى واحد تقريبا من كل ثلاثة بالغين- ولديهم سوابق جنائية بشكل أو باخر.
وتطرق إلى "المعدلات المرتفعة للجرائم المتعلقة بحمل السلاح، كما سجل وقوع اكثر من 58 ألف حادثة عنف مسلح فى الولايات المتحدة فى عام 2016، بما فى ذلك 385 حادث إطلاق نار تم فيه استهداف أعداد كبيرة من الضحايا وأسفرت تلك الحوادث عن مقتل 15 ألف ضحية وإصابة ما يزيد عن 30 ألف شخص".
وقال أنه فى عام 2016، أصبحت ظاهرة الاستقطاب الاجتماعى فى الولايات المتحدة أكثر خطورة، مشيرا إلى أن نسبة البالغين الذين لديهم وظائف بدوام كامل وصلت إلى أقصى معدلات انخفاض لها منذ عام 1983، كما حذر من الاتساع المتواصل فى الفجوات فى دخول الأفراد، والتقلص الملحوظ فى حجم الطبقة الوسطى والتدهور فى الأحوال المعيشية للطبقة الدنيا.
واستشهد التقرير الصينى ببيانات لمؤسسة جالوب العالمية التى تقدم الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصائية، أظهرت أن عدد الأميركيين الذين كانوا فى الطبقة المتوسطة أو فوق المتوسطة قد انخفض بنسبة 10 نقطة مئوية، من متوسط قدره 61 فى المائة بين عامى 2000 و2008 إلى 51 فى المائة فى عام 2016.
وقال أن هذا الانخفاض يعنى أن الأحوال الاقتصادية لنحو 25 مليون شخص فى الولايات المتحدة أصبحت أسوأ من ذى قبل.
إلى جانب ذلك، نقل التقرير عن صحيفة ديلى ميل البريطانية قولها أن هناك واحدا من كل سبعة أمريكيين، أو 45 مليون شخص على الأقل، ذاق طعم العوز والفقر.
وتطرق التقرير إلى استمرار التدهور فى العلاقات بين من ينتمون إلى أعراق مختلفة فى المجتمع الأمريكى، واستشهد بما نشر فى صحيفة (واشنطن بوست) عن حوادث إطلاق الشرطة للنار فى عام 2015 حيث قيل أن الأمريكيين السود اكثر عرضة لإطلاق النار عليهم وقتلهم من قبل الشرطة من الأميركيين البيض.
وتطرق التقرير إلى الفجوة فى الأجور بين السود والبيض التى وصفها بأنها "وصلت إلى أسوأ معدل لها من أربعة عقود"، مشيرا إلى أن الأمور وصلت من السوء إلى حد قيام الأمم المتحدة بالتعبير عن إدانتها الشديدة للتمييز العنصرى فى المجتمع الأمريكى.
وقال أنه فى عام 2016، قدمت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالسكان المنحدرين من أصل أفريقى تقريرا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تم فيه تسجيل المشاكل العرقية الكبيرة التى تعانى منها الولايات المتحدة، حيث حذرت المجموعة من أن التاريخ الاستعمارى والاستعباد والتبعية العنصرية والفصل العنصرى والإرهاب العنصرى وعدم المساواة العرقية ما زالت جميعها تمثل تحديا خطيرا يواجه المجتمع فى الولايات المتحدة.
وانتقد التقرير الصينى- الصادر اليوم- الأوضاع المثيرة للقلق فى ملفات حماية حقوق النساء والأطفال والمسنين فى الولايات المتحدة فى عام 2016.
وأشار إلى أن النساء يتلقين مرتبات أقل بكثير بالمقارنة مع زملائهن من الرجال الذين يقومون بنفس العمل، وكثيرا ما يقعن ضحايا للتحرش الجنسى والاعتداء، ونقل عن موقع صحيفة "يو اس ايه توداي" الأمريكية بيانات ذكر فيها أن واحدة من كل أربع نساء تقريبا تعرضوا لمضايقات فى أماكن العمل فى البلاد، كما انتقد ارتفاع معدلات الفقر بين الأطفال وكذا حالات إساءة معاملة كبار السن.
وقال أن ما يقدر بنحو 6.8 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 17 سنة يعانون من انعدام الأمن الغذائى فى الولايات المتحدة.