قالت قناة فرانس 24 أن الشركة المسئولة عن تطوير برج إيفل كشفت الخطوط العريضة لمشروعها الكبير لتطوير برج إيفل وجعله اكثر أماناً، وذلك خلال مؤتمر صفحى أقيم فى العاصمة الفرنسية باريس.
ووفقاً للقناة ذاتها، قال القائمون على المشروع إن البرج يعد رمز العاصمة الفرنسية باريس وواحد من المعالم السياحية الأكثر شهرة فى العالم، والمشروع الذى تريده بلدية باريس بطلب من السلطات الأمنية، يتضمن إنشاء جدار زجاجى مضاد للرصاص يحيط بالبرج من جميع جوانبه لحماية الزوار، وتجديد الحديقة الكبيرة المحيطة به، وتحديث المداخل وتجديدها لتخفيض أوقات الانتظار وتسهيل عملية الدخول ، بعد تحويط المكان بجدار.
وأشارت الشركة إلى أن البرج كان محاطا بالفعل بسياج أمنى من الحواجز الحديدية منذ شهر يونيو 2016 تزامنا مع فعاليات كأس الأمم الأوروبية التى أقيمت فى باريس، وأن السلطات الفرنسية لجأت لهذه الإجراءات نظرا لارتفاع مستويات التهديدات الأمنية بوقوع عمليات إرهابية تستهدف المدينة.
وأوضح القائمون على المشروع، "سيبدأ العمل فى هذا المشروع بداية من خريف 2017 وسيتراوح ارتفاع السياج بين مترين ونصف وثلاثة أمتار وهو مضاد للرصاص وصعب الاختراق، ويتحمل أقصى درجات الضغط وهو بالفعل قادر على ردع أنواع كثيرة من المخاطر التى من الممكن ات تؤدى لوفاة المواطنين.
وأوضحت الشركة عن تنفيذ أعمال هذا المشروع، قائلة إن الجدار سيمتد على جزء كبير للغاية من المساحة المحيطة بحديقة البرج ولكنه سيترك جزءا من الحديقة للاستخدام العام، ومن المستحيل الدخول إلى حرم البرج كما كان متاحا من قبل إلا عبر نقطة دخول واحدة فقط مجهزة بكافة الوسائل الأمنية، وسيتم تثبيت الحائط الزجاجى الشفاف بدعائم مطمورة فى الأرض.
ويشار إلى أنه ليست فقط الأسباب الأمنية هى التى تقف خلف هذا المشروع، هناك أيضا أسباب جمالية لعبت دورا فى تصميم هذا السياج، فالزجاج الشفاف سيؤدى إلى تخفيض الأثر المرئى للسياج وبالتالى لن يؤثر على مجال رؤية البرج، وهو ما يعنى تعزيز الحماية الأمنية وإتاحة الرؤية العينية.
وستصل كلفة هذا المشروع إلى حوالى 20 مليون يورو، ورغم هذه الكلفة الكبيرة أكدت بلدية باريس أن الدخول إلى حرم البرج سيظل مجانا كما كان دائما ولكن أسعار الصعود إلى البرج نفسه ستشهد ارتفاعا ملحوظا وستبلغ 17 يورو بدلا من السعر الحالى وهو 11 يورو.
وعللت الشركة هذا القرار بقولها إن "80 بالمئة من الزوار هم من الأجانب وهم معتادون على دفع مبالغ تصل لضعف هذا الرقم عند زيارتهم لمعالم أقل شهرة فى بلدان أخرى مثل (مبنى الإمباير ستايت) فى الولايات المتحدة الامريكية الذى يصل سعر تذكرته إلى 32 يورو على الأقل".
ويعود تاريخ افتتاح برج إيفل إلى عام 1889 وكان ذلك بمناسبة المعرض العالمى المقام فى باريس، صممه وأنشأه المهندس الفرنسى جوستاف إيفل ويبلغ ارتفاعه 324 مترا، وكان مقررا أن يتم تفكيكه فى العام 1909 إلا أن السلطات عادت وغيرت رأيها بعد تأكيدات بعدم وجود خطورة على البيئة أو على حركة الطيران فأصبح رمزا لمدينة باريس ويزوره حوالى ستة ملايين شخص سنويا.