أعلنت شركة "لافا رج هولسيم" الفرنسية السويسرية، أكبر منتج للإسمنت في العالم، على لسان رئيس مجلس إدارتها إريك أولسن أنها مستعدة لإنتاج الإسمنت لبناء الجدار العازل الذي وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببنائه على الحدود مع المكسيك.
وقال أولسن في حوار نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "نحن على استعداد لتقديم مواد البناء التي ننتجها لكل أنواع مشاريع البنى التحتية في الولايات المتحدة"، مضيفا: "لسنا منظمة سياسية نحن هنا لدعم بناء البلاد وتطويرها، لخدمة زبائننا وتلبية احتياجاتهم". وذكر بأن شركته هي المنتج الأول للإسمنت في الولايات المتحدة".
وكانت هولسيم قد اقرت في بداية شهر مارس الجاري بأنها مولت "بطريقة غير مباشرة" مجموعات مسلحة في شمال سوريا بهدف الاستمرار في تشغيل مصنعها.
وتقدر قيمة هذا المشروع الضخم، والذي خلق توترا كبيرا في العلاقات الدبلوماسية الأمريكية المكسيكية، بعشرات المليارات من الدولارات، علما أن برنامج ترامب الاقتصادي يتضمن استثمار ألف مليار دولار في مجال البنى التحتية.
وأثار إعلان إريك أولسن تعليقات سياسية متعددة نظرا للجدل القائم حول مشروع الجدار منذ أن وعد الرئيس الأمريكي ببنائه. فقد انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضمنيا من بروكسل موقف "لافارج هولسيم" قائلا: "بعض المشاريع بحاجة إلى تفكير أطول قبل القرار بالمشاركة فيها". ولكن تاريخ شركتي "لافارج" و"هولسيم"، واللتان اندمجتا في منتصف 2015 لتشكيل أكبر منتج الإسمنت في العالم، حافل بالقرارات والعمليات المثيرة للجدل.
فقد شاركت "لافارج" بقسط كبير في تشييد ما يسمى "الجدار الأطلسي"، وهو نظام تحصين كثيف على الساحل الأطلسي الغربي الذي أقامه أدولف هتلر من سواحل هولاندا إلى منطقة البرينيه الفرنسية والذي تضمن نحو 15 ألف ملجأ. وبحسب مجلة "جيو"، فإن 80 بالمئة من الإنتاج الفرنسي من الإسمنت استخدمت بهذا المشروع، ما أدى إلى انتقال حجم سوق البناء في البلاد من 16 مليون فرنك في 1941 لـ 671 مليون فرنك في 1943 (نحو 100 مليون يورو).
في 7 أبريل 2014 أعلنت شركة هولسيم السويسرية عن صفقة لشراء لافارج الفرنسية من خلال الأسهم، وذلك لتأسيس أكبر منتج للأسمنت في العالم بمبيعات مجمعة 32 مليار يورو، وقيمة سوقية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي، وذلك تحت مسمى شركة لافارج هولسيم، وبمقتضى تلك الصفقة يحصل كل مساهم في لافارج على سهم في هولسيم مقابل كل سهم بحوزته، على أن يكون مقر الشركة الجديدة في سويسرا وتدرج أسهمها في سوقيورونكست، وسوق الأوراق المالية السويسرية، ومن المفترض أن يقود الاندماج لتوفير ما يقارب 1.4 مليار يورو سنويا على مدى ثلاثة أعوام بفضل خفض تكلفة التمويل والتشغيل، وتم الاتفاق على أن يكون كبير المسؤولين التنفيذيين لشركة لافارج الفرنسي إريك أولسن رئيساً تنفيذياً للشركة المدمجة، في حين سيكون الرئيس التنفيذي لهولسيم السويسري برونو لافون كبير المسؤولين التنفيذيين للشركة الجديدة.
وأدينت شركة "هولسيم" عدة مرات بقضايا بيئية، لاسيما في الولايات المتحدة.
فقد أدينت بدفع غرامة مالية قدرها 700 ألف دولار لوكالة البيئة الأمريكية واستثمار 20 مليون دولار في مشاريع بيئية بعد استخدامها عجلات كوقود وتسبب في انبعاثات ديوكسيد الكربون بنسب غير قانونية.
كما أن أدينت الشركة السويسرية في استراليا بدفع غرامة مالية 280 ألف دولار بسبب إلحاق الضرر بتراث السكان الأصليين "الأبورجينز".