حثت الصين مجددا الحكومة اليابانية على اتخاذ موقف مسئول تجاه المجتمع الدولى والوفاء بالتزاماتها الدولية بالإفراج عن كافة المعلومات الدقيقة والموثوق بها بشأن تداعيات كارثة التسرب النووى بمفاعل فوكوشيما، كما دعتها إلى العمل بكل جهد لضمان عدم الإضرار بالبيئة البحرية وصحة المواطنين.
جاء ذلك فى تصريح رسمى للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينج تعليقا على سلسلة المقالات التى نشرت بصحيفة نيويورك تايمز مؤخرا وما تضمنته من إحصائيات تؤكد أن مشكلة التلوث النووى لا تزال بدون حل بالرغم من مضى 6 سنوات على حدوث زلزال فوكوشيما الذى تسبب فى التسرب النووي، وأيضا تحذير تليفزيون الصين المركزى فى برنامج إذاعى أول أمس الأربعاء من دخول مواد غذائية قادمة من المناطق الملوثة بالإشعاع النووى فى اليابان إلى السوق الصينية.
وقالت المسئولة إنه فيما يتعلق بدخول المواد الغذائية المنتجة فى المناطق الملوثة بالإشعاع فى اليابان إلى السوق الصينية فهى تعتقد أن السلطات الصينية المختصة بالتفتيش على الأغذية والحجر الصحى تتعامل مع أى واردات تدخل البلاد وفقا للقانون لضمان سلامتها وحماية صحة المواطنين من التعرض لأى ضرر.
وأشارت المتحدثة إلى أنه منذ وقوع حادث التسرب النووى فى فوكوشيما فى عام 2011 والصين تتابع التطورات المتعلقة بإزالة آثاره البيئية السيئة وكذا التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام اليابانية فى هذا الصدد والتى من ضمنها تلك التى صدرت بمناسبة الذكرى السنوية السادسة للتسرب، والتى تم فيها توجيه النقد للحكومة اليابانية واتهامها بالتقصير فى اتخاذ التدابير الفعالة الكافية لمعالجة التلوث النووى بالمياه والأرض والتعامل مع النفايات المشعة وتحذيرها من أن تركها للمياه الملوثة للإشعاع كى تتسرب إلى البحر يشكل خطر على البيئة البحرية وصحة الناس.
وأضافت المتحدثة أن الحكومة اليابانية كانت بطيئة فى تبنى الإجراءات الملائمة إزاء احتواء الكارثة، كما أن إجراءاتها والمعلومات الصادرة عنها بخصوص تداعيات الحادث منذ وقوعه وحتى الآن افتقرت إلى الشفافية وفشلت فى طمأنة الرأى العام.
وقالت إن التسرب النووى فى فوكوشيما وطريقة تعامل السلطات اليابانية مع المشكلة لهما تأثير مباشر ليس فقط على سلامة المواطنين فى اليابان، ولكن أيضا فى الصين والدول الأخرى فى المنطقة، معربة عن أسفها من تمسك الحكومة اليابانية على مدى السنوات الست الماضية، بسياسة التكتم والمراوغة بشأن التطورات المتعلقة بالتعامل مع آثار الكارثة وهى سياسة لا تساعد على تهدئة المخاوف المشتركة للمواطنين فى اليابان وخارجها.
ووفقا لبيانات صادرة مؤخرا عن الرابطة النووية العالمية، فإنه يوجد بالبر الرئيسى الصينى 36 مفاعلا لإنتاج الطاقة النووية فضلا عن 21 آخرين قيد الإنشاء، وعدد أكثر من ذلك تخطط الصين للبدء فى بنائه. مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف إنتاج الطاقة النووية فى الصين ليصل إلى 58 جيجاوات على الأقل بنهاية عام 2020، كما تطمح الصين إلى أن تزيد من قدراتها على توليد الطاقة النووية لتصل إلى 150 جيجاوات بحلول عام 2030.
وبالرغم من أن الصين لم تتعرض أبدا لأى حوادث خطيرة فى أى من منشآتها النووية إلا أنها قامت بتعليق برنامجها النووى بأكمله فى عام 2011 وذلك بعض كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني، ولكنها عادت واستأنفته فى بداية عام 2015 ولكن مع تشديد الرقابة لضمان أقصى درجات السلامة والأمان والفعالية.