اعتبر الكاتب البريطانى باتريك كوكبيرن، قرار بلاده الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكسيت) بمثابة "قومية إنجليزية جديدة" أطلقتْ العنان للإضرار بالعلاقات مع الأمم الأخرى فى الجُزر البريطانية وما وراءها.
وأبدى كوكبيرن -فى مقاله بصحيفة الإندبندنت- اندهاشه من إنكار الشعب الإنجليزى على الشعب الاسكتلندى حقه فى اتخاذ نفس المسار والدعوة للانفصال؛ وقد تجلى هذا الإنكار مؤخرا فى رفض رئيسة الوزراء تيريزا ماى لتصريحات وزيرة اسكتلندا الأولى نيكولا ستورجيون بشأن المستقبل السياسى للبلاد وإجراء استفتاء ثان حول استقلال اسكتلندا... ورأى الكاتب أن هذا التوجه الاسكتلندى إنما جاء نتيجة لـ "بريكسيت".
وتساءل كوكبيرن قائلا "إذا كان الحديث عن مملكة متحدة، فلم إذن يتجاهل المدافعون عن بريكسيت وجود معارضة؟ لم يُسّلمون بامتثال اسكتلندا وأيرلندا الشمالية لمغادرة الاتحاد الأوروبى؟
ورأى الكاتب أن "المسألة الاسكتلندية" إنْ هى إلا انبعاث جديد للـ"مسألة الأيرلندية" التى عانت بريطانيا بسببها طيلة القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين انقسامات ونزاعات حول استقلال أيرلندا حتى قررت هذه مصيرها عام 1921... وأيا كان توقيت الاستفتاء الاسكتلندى الثانى وأيا كانت نتيجته فإن الأمر لن يبعد كثيرا وستنضم تيريزا ماى إلى قائمة طويلة من قادة بريطانيين ارتكبوا نفس الخطأ ولكن مع أيرلندا.
وقال كوكبيرن إن الساسة الإنجليز لا يقفون على مدى ما تسببت به تلك القومية الجديدة التى اتضحت بقوة أثناء حملة (بريكسيت) فى الإضرار باستمرارية اتحاد المملكة... ورأى الكاتب أن تلك القومية الجديدة هى من حيث نظام المعتقدات تتناسب مع دولة قومية إنجليزية أكثر مما تتناسب مع مملكة متحدة متنوعة.
وأكد صاحب المقال أن حالة الاتحاد بين الجُزر البريطانية هى ما جعلت من بريطانيا دولة عظمى؛ ولفت كوكبيرن إلى أن بريطانيا باتت أضعف كـدولة عمّا كانت عليه قبل عامين والسبب فى ذلك هو انشغال حكومتها تماما بمسألة الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكسيت) واحتمال انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، هذا الانشغال أرجأ كافة المشكلات الأخرى التى تواجه البلاد إلى أجل غير مسمى قد يطول لعقود ريثما يتم تسوية هاتين القضيتين.