دعا المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب والخطاب المفعم بالكراهية والجرائم بدافع الكراهية.
وقال المفوض - فى بيان اليوم الاثنين بمناسبة اليوم الدولى للقضاء على التمييز العنصرى والذى يوافق غدا الثلاثاء- إن المنحدرين من أصل إفريقى لا زالوا ضحايا جرائم الكراهية العنصرية، كما لا تزال معاداة السامية تظهر ابتداء من الولايات المتحدة وأوروبا وصولا إلى الشرق الأوسط وما وراءه كما تواجه النساء المسلمات المنقبات موجة متنامية من الانتهاكات الشفهية وحتى الجسدية فى عدد من الدول، وفى أميركا اللاتينية لا تزال الشعوب الأصلية تتعرض للتحقير بما فى ذلك فى الإعلام.
أضاف الحسين أن مخاطر تشويه سمعة بعض الجماعات المعينة تبدو واضحة للعيان عبر العالم حيث أعمال الشغب والعنف القائمة على كراهية الأجانب التى تستهدف المهاجرين اندلعت مجدداً فى الآونة الأخيرة فى جنوب إفريقيا وفى جنوب السودان كما أدت الهويات العرقية المتناقضة، التى أثارها الخطاب المفعم بالكراهية إلى دفع البلاد نحو شفير حرب عرقية شاملة.
ولفت المفوض السامى إلى أنه فى ميانمار عانت الأقلية المسلمة من الروهينجا والذين لطالما جرى الحط من قدرهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين أو جرت بحقهم انتهاكات مروعة.
كما لفت المفوض إلى أنه وفى مختلف أصقاع العالم تستهدف سياسات التقسيم وخطابات التعصب الأقليات العنصرية والعرقية واللغوية والدينية والمهاجرين واللاجئين.
وحذر من أن الكلمات الموسومة بالخوف والاشمئزاز بإمكانها أن تترك تبعات فعلية وأنها تفعل ذلك بالفعل حيث بينت إحصائيات صادرة عن الحكومة البريطانية زيادة حادة فى جرائم أفيد عن ارتكابها بدافع الكراهية فى الأسابيع التى تلت تنظيم الاستفتاء حول عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى يوم 23 يونيو 2016 والذى شكلت الهجرة فيه قضية طاغية.
ونوه الحسين كذلك إلى أن أرقام مكتب التحقيقات الفيدرالى الأميركى تشير إلى ارتفاع فى الجرائم بدافع الكراهية فى أنحاء البلاد فى 2015 ، وهو عام بدأت فيه حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتى ركزت غالبا على التهديدات المحتملة التى يفرضها وجود مهاجرين من أصول لاتينية ومسلمة بشكل جدي.
وأشار إلى أن البيانات التى جمعها المركز القانونى للفقر فى الجنوب توضح أن المهاجرين من أصول إفريقية أميركية كانوا الأكثر تضرراً من الجرائم بدافع الكراهية فور انتهاء الانتخابات بالرغم من أن كل البيانات عن عام 2016 لا تزال غير متوافرة.
قال المفوض السامى فى بيانه إنه وفى ألمانيا شهد عام 2016 نحو عشر هجمات ارتكبت يوميا ضد مهاجرين ولاجئين بزيادة 42 بالمئة عن عام 2015 كما وأفيد عن أن حالات الجرائم بدافع الكراهية زادت بمعدل ثلاثة أضعاف فى إسبانيا منذ عام 2012 لتصل إلى 1328 حالة فى 2015 أما فى إيطاليا فتشير الأرقام إلى ارتفاع عدد الجرائم بدافع الكراهية من 71 إلى 555 جريمة فى 2015، وكذلك تضاعف عدد الجرائم بدافع الكراهية التى أبلغ عنها فى فنلندا بين العامين 2014 و2015 حيث تمّ تسجيل 1704 جريمة.
وقال إن هذه الأرقام ترسم صورة جزئية عن الأوضاع فى الدول المعنية، وأن كانت دول عديدة لا تجمع البيانات بشأن جرائم الكراهية العنصرية ما يؤدى إلى جعل معرفة مدى الحجم الفعلى للمشكلة مسألة غامضة.
ودعا المفوض الدول إلى بذل المزيد من الجهود من أجل جمع بيانات مفصلة بما فى ذلك على أساس العرق والانتماء العرقى حتى تتمكن من رصد الاتجاهات وفهم الأسباب وتصميم وتنفيذ الإجراءات المستهدفة من أجل تحقيق التغيير الفعلي.