جددت تحقيقات مكتب مكافحة الإرهاب فى فرنسا الجدل حول الإرهاب والمخدرات، بنتيجة التحقيق التى أكدت أن زياد بن بلقاسم الإرهابى الذى نفذ الاعتداء على جنديين فى مطار أورلى بالعاصمة الفرنسية باريس وأصاب أحدهما، كان تحت تأثير المخدرات والكحوليات، مما أعادت إلى الأذهان أحداث إرهابية هزت العالم من شدتها، واتضح أن منفذيها متعاطين للمخدرات.
ومن تحقيقات القضايا الإرهابية السابقة يتبين للجميع ، أن حالة الارهابى بن بلقاسم، لم تكن هى الأولى من نوعها، إذ إنه تم التحفظ على جرعات كبيرة من المخدرات فى وقت سابق، بأماكن مختلفة أقام فيها المتشدد صلاح عبد السلام، منفذ هجمات 13 نوفمبر فى باريس، وعدد من معاونيه، وفق ما ذكرت إذاعة "إر إف إي" الفرنسية.
ومن ناحية أخرى، تعاطى المتشدد التونسي، سيف الدين الرزقى بدوره مخدرات شديدة المفعول، قبل تنفيذه هجمات سوسة، شرقى البلاد، إذ شوهد وهو يطلق النار من الرشاش دون أن يعبأ بالضحايا الذين يتساقطون أمامه ووصل عددهم إلى عشرات القتلى والجرحى.
أما عن منفذ حادث دهس برلين، أنيس العامري، فلجأ هو أيضا إلى المخدرات، إذ تعاطى كمية كبيرة من الحشيش والكوكايين، قبل أن يشن هجوما بشاحنة فى سوق للميلاد فى العاصمة الألمانية، مسفرا عن مقتل 12 شخصا وجرح العشرات.
ويشار إلى أن باحثين فى شئون الإرهاب، حذروا من تحول السجون لأرض خصبة لاستمالة المتشددين بأوروبا، إذ يستغل المجندون وجود شعور بالذنب لدى ذوى السوابق، ويحاولون إيهامهم بأن الطريقة المثلى للتكفير عن ماضيهم الأسود تكون باعتناق إيديلوجيات متشددة بذريعة كونها "انتصارا للدين".
وبحسب المصدر الفرنسي، فإن مخدر الكبتاجون من المواد الاكثر شيوعا والتى يلجأ إليها المتشددون بشكل ملحوظ قبل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، لاسيما حين ينوون القيام بعمليات انتحارية، وتم تعريف الكبتاجون، أنه أحد مشتقات مادة الإمفيتامين ،ولديه القدرة على إحداث تأثيرات قوية فى شخصية من يتناولها، وتجعله غير قادر على إدراك للتبعات، او لظهور اى مشاعر للرحمة والرأفة لديه.
والجدير بالذكر أن الارهابى بن بلقاسم، 39 عاما، الذى تم اكتشاف عدة سوابق له فى السرقة والسطو، وأصبح متطرفا فى السجن، (هاجم) الجندية، وقال إنه مستعد "للموت، وأصاب أحد الجنود بإصابات خفيفة فى رأسه، قبل أن يتم قتله من زميلى الجندية.
وأوضح تقرير الطب الشرعى أظهر وجود نسبة كحول فى الدم بمقدار 0.93 جرام لكل لتر، وتعاطيه مخدر القنب، وجاء تقرير الطب الشرعى عقب تصريحات أدلى بها والد مهاجم المطار ، الذى أكد أن ابنه لم يكن إرهابياً، وأن ما فعله سببه الكحول والمخدرات والحشيش.