رد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولند اليوم الجمعة على اتهامات من المرشح الرئاسى فرانسوا فيون بأنه يدبر مؤامرة لتقويض مسعاه للوصول للسلطة فى سباق أظهر استطلاع جديد للرأى أنه لا يزال من الصعب تحديد من سيفوز فيه.
ومع عدم حسم 43 بالمئة من الناخبين قرارهم بشأن من سينتخبونه فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى 23 أبريل نيسان وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة أودوكسا اتهم هولند المنتمى للحزب الاشتراكي، فيون وهو من المحافظين بانتهاك حرمة المنصب الذى يسعى للوصول إليه.
وأبلغ هولند، وهو أول رئيس فرنسى فى 60 عاما لا يسعى لإعادة انتخابه، راديو محطة إذاعة (فرانس إنفو) العامة "هناك درجة من النزاهة والمسؤولية يجب أن تحترم... أعتقد أن السيد فيون تجاوز الحدود."
ووجه فيون الاتهام إلى هولند فى مقابلة تلفزيونية أمس الخميس بالضلوع بشكل مباشر فيما وصفه مخطط حكومى لنشر تسريبات إعلامية لتدمير فرص انتخابه.
وتظهر استطلاعات الرأى أن الجولة الأولى من الانتخابات، التى يتنافس فيها 11 مرشحا، سيفوز فيها المرشح المستقل المنتمى لتيار الوسط إيمانويل ماكرون (39 عاما) الذى عمل لفترة كوزير للاقتصاد فى حكومة هولند قبل أن يستقيل العام الماضى وينشئ حركة سياسية.
وكانت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التى من المتوقع أن تنجح فى تخطى الجولة الأولى لتصل إلى جولة الإعادة أمام ماكرون فى السابع من مايو أيار، فى موسكو وقال مساعدوها إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تمنى لها التوفيق فى الانتخابات فى اجتماع عقد بينهما فى الكرملين.
وكان فيون (63 عاما)، وهو رئيس وزراء سابق، يتصدر السباق لكن نسبة المؤيدين له فى استطلاعات الرأى تراجعت منذ ظهرت تقارير إعلامية فى يناير كانون الثانى بأنه دفع لزوجته وأبناؤه مئات الآلاف من اليورو من أموال عامة مقابل عمل ربما لم يقوموا به. ويحل فيون حاليا فى المرتبة الثالثة ومن ثم من المتوقع أن يخرج من السباق فى الجولة الأولى للانتخابات.
وفى أحدث تطور قانونى قال مصدر مطلع إن مارك جولو، الذى شغل مقعد فيون فى البرلمان عندما أصبح رئيسا للوزراء فى 2007، خضع لتحقيق رسمى اليوم الجمعة. وجولو هو الذين عين زوجة فيون فى الفترة من 2002 إلى 2007 كمساعدة برلمانية.
وألقى فيون باللوم يوم الخميس على هولند لما قال إنها مؤامرة للحكومة الاشتراكية للقضاء على فرصه فى الفوز بتسريب معلومات مسيئة له إلى وسائل الإعلام.
وقال فى مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الفرنسى "من الذى يعطيهم (وسائل الإعلام) هذه الوثائق؟ أجهزة الدولة."
وعندما سئل إن كان يقصد أن ساسة وراء التقارير أجاب قائلا "سأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. أنا أحمل رئيس الجمهورية المسؤولية."
ورفض المرشح الاشتراكى بنوا هامون، الذى شغل منصب وزير فى حكومة هولند لكنه من المنتقدين لرئيسه السابق، تلك الاتهامات.
وقال لمحطة (بي.إف.إم) التلفزيونية "يمكننا أن نوجه اللوم لفرانسوا هولند فى الكثير من الأشياء وأنا فعلت ذلك بشأن بعض خياراته فى السياسة الاقتصادية. لكن إن كان هناك أمر واحد أعتقد أنه غير قادر عليه لأنه لا يتسق مع طريقته فى العمل فهو تشكيل مجلس وزراء ينفذ خدعا قذرة."
وفجر وزير الدفاع جان إيف لو دريان، أكثر وزراء الحكومة شعبية والذى قضى حوالى 40 عاما فى العمل السياسي، مفاجأة يوم الخميس عندما قال انه سيدعم ماكرون بدلا من المرشح الاشتراكى هامون.
وتشير نسب التأييد المنخفضة لهامون فى استطلاعات الرأى إلى أن استبعاده فى الجولة الأولى شبه مؤكد.