علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية على قرار الرئيس دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، وقالت إن هذا القرار يضع رئاسته على مسار جديد ولا يمكن التنبؤ به، والذى من شأنه أن يشكل الفترة التى سيقضيها فى البيت الأبيض.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب، الذى واجه أول اختبار كبير فى السياسة الخارجية، وهى تلك اللحظة التى يواجهها كل رئيس جديد، أبدى ارتياحا إزاء استخدام العمل العسكرى ومرونة فى النهج الذى جعله يغير المسار ليس فقط فيما يتعلق بالتصريحات التى أدلى بها خلال الحملة الانتخابية، ولكن أيضا فى سياسته إزاء سوريا، وذلك بعد مرور يومين فقط على ظهور صور رأتها الصحيفة دليلا على شن نظام الأسد الهجوم الكيماوى يوم الثلاثاء الماضى.
وأوضحت الصحيفة أنه برغم أن قرار ترامب حظى بتأييد عدد من أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى ممن دعوا من قبل إلى تحرك أمريكى أقوى، إلا أنه ترامب، ومن خلال الرسالة التى أرسلها سواء بالصواريخ أو فى بيانه الرئاسى، واجه الخيار الصعب الذى صارعه سلفه باراك أوباما وقادة العالم الآخرين على مدار سنوات، "ماذا الآن"، وهو نفس السؤال الذى دفع أوباما مرارا إلى رفض التدخل العسكرى الأكبر فى سوريا.
وبعد ثلاثة أشهر من رئاسته، تتابع الصحيفة، سيتعين على ترامب أن يجد إجابته الخاصة، وعليه أن يواجه عدد من الأمور المجهولة المحفوفة بالمخاطر، فليس معروفا كيف سرد نظام الأسد أو حلفائه فى روسيا وإيران، وليس واضحا ما إذا كان ترامب يعتزم دفع الولايات المتحدة إلى نهج أكثر قوة فى الصراع السورى ويلزم الجيش الأمريكى بدور أكبر فى الشرق الأوسط، أم أنه يخطط للتوقف عند إرسال إشارة بأن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر لن يتسامح معه البيت الأبيض، إلا أن هناك رسالة واحدة واضحة، وهى أن ترامب مستعد لاستخدام القوة واتخاذا القرارات بشكل سريع عندما يريد التحرك.