تعهد الرئيس الأفغانى السابق حامد كرزاي، اليوم السبت، بتكثيف جهوده لإخراج الجيش الأمريكى من بلاده بعد القصف الأمريكى لمنطقة تمركز لتنظيم "داعش" بولاية نانجارهار باستخدام قنبلة هائلة، الخميس الماضي، متهما خلفه أشرف عبد الغنى بالخيانة.
وكان الجيش الأمريكى أعلن، أمس الأول، أن إحدى طائراته استهدفت أحد الكهوف التى يختبئ بها عناصر تنظيم "داعش" فى منطقة اشين بولاية نانجارهار، فى شرق أفغانستان، بقنبلة من طراز "جى بى يو-43" المعروفة بـ"أم القنابل"، والتى تعد أكبر قنبلة أمريكية غير نووية.
ونقلت وكالة الأنباء الأفغانية "خامه برس" عن كرزاى انتقاده - خلال تجمع فى العاصمة الأفغانية كابول - الحكومة الأفغانية، للسماح للقوات الأمريكية بتنفيذ الهجمة الأخيرة، معتبرا ذلك بمثابة "خيانة" للوطن، إذا كانت الحكومة قد علمت ووافقت على استخدام القنبلة "جى بى يو-43".
وشدد الرئيس السابق على أن استخدام "أم القنابل" يعد سُبّة لبلاده، موضحا أنه قرر اتخاذ موقف لإنقاذ أفغانستان من الولايات المتحدة، كما تساءل عن الغارات الأمريكية المتزايدة على "داعش" فى الآونة الأخيرة. قائلا: "لماذا انتظرت الولايات المتحدة عامين لبدء قصف داعش؟"
وفى وقت لاحق، قال كرزاي، فى حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه لم يكن هناك مبرر للولايات المتحدة لإسقاط أكبر قنبلة تقليدية على أفغانستان، متهما الجيش الأمريكى باستغلال وجود تنظيم "داعش" فى بلاده لتحويلها إلى مختبر لأسلحته.
كما اتهم الحكومة الأفغانية بالـ"تواطؤ" بسبب السماح والترحيب باستخدام القنبلة، ووصف الرئيس أشرف عبد الغنى بالـ"خائن".
ولم يرد المتحدث باسم عبد الغنى على تصريحات كرزاى بشكل مباشر، لكن مكتب الرئيس نشر تدوينة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، كتب فيها: "كل أفغانى له حق الحديث عن رأيه، هذا بلد حرية تعبير".
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن كرزاى يبدى منذ فترة طويلة توجها مناوئا بقوة للولايات المتحدة رغم قدومه للسلطة بمساعدة الجيش الأمريكي، مشيرة إلى أنه بات يبدو كشخصية معارضة تماما، وإن كانت نيته هى عرقلة حكومة عبد الغني.
لكن ويورك تايمز لفتت فى الوقت نفسه إلى أن كرزاى كان يعارض القصف الجوى الأمريكى على القرى الأفغانية وقت أن كان رئيسا للبلاد، فيما رأى محللون أن القصف الأمريكى الأخير وفر له ذريعة سياسية أخرى للحشد ضد الحكومة الأفغانية.