لأول مرة فى تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلى منذ احتلالها للأراضى العربية عام 1948، ستغنى مطربة عربية شهيرة فى الوسط العربى داخل إسرائيل تدعى نسرين قادرى، فى المراسم الرسمية لذكرى قتلى الجيش الإسرائيلى خلال المعارك التى خاضها ضد الدول العربية.
وقامت إسرائيل بالترويج للحدث، فى محاولة منها لتلميع صورتها الدموية أمام العالم ، بنشر خبر موافقة المطربة العربية على الغناء فى حفل الجيش الإسرائيلى، بوسائل إعلامها وكذلك بمواقعها اللإكترونية الإخبارية التى تبثها باللغة العربية، لتظهر بصورة الدولة الديمقراطية التى يعيش فيها العرب بجانب اليهود جنبا إلى جنب.
وقال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى فى نسخته العربية "المصدر"، إن أحد أهم المراسم فى إسرائيل هو مرسم إشعال الشُعل الذى يجرى سنويا قبل "يوم الاستقلال" – وهو اليوم الذى احتلت فيه إسرائيل الأراضى الفلسطينية - فى الباحة القريبة من قبر كبار زعماء إسرائيل فى جبل هرتسل فى مدينة القدس المحتلة.
وأضاف الموقع الإسرائيلى إن المراسم الاحتفالية، ترمز إلى الانتقال من يوم ذكرى ضحايا الحروب الذى يصادف قبل يوم من عيد الاستقلال، وبدء احتفالات يوم الاستقلال، التى تتضمن إشعال الشُعل، واستعراض أعلام، واستعراض إطلاق ألعاب النارية.
وأوضح الموقع أنه فى كل سنة يتم اختيار فنان إسرائيلى للمشاركة فى المراسم، ولكن فى هذا العام، للمرة الأولى فى تاريخ إسرائيل، ستغنى فنانة عربية مسلمة أمام الجمهور الإسرائيلى.
وحول المطربة الإسرائيلية، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن قادرى، عربية مسلمة وُلِدت فى حيفا وترعرعت فى مدينة اللد، وهى إحدى نجمات الغناء الشرقى الشهيرة فى السنوات الأخيرة فى إسرائيل.
وقالت المطربة العربية الإسرائيلية للصحيفة العبرية، إنها تفاجأت وتأثرت عندما تلقت الدعوة للمشاركة فى المراسم، فاستجابت لها فورا.
وأشارت يديعوت إلى أنه من المتوقع أن تغنى فى المراسم مع مطرب إسرائيلى آخر مقطوعات غنائية عن القدس.
وحول الصعوبات التى تتعرض لها مطربة عربية مسلمة عند الغناء فى يوم ذكرى قتلى الجيش الإسرائيليين، قالت قادرى إنها لا ترغب فى التطرق إلى الموضوع وأضافت: "نواجه واقعا صعبا وجنونيا، وليس طبيعيا، توجهى هو توجه إيجابى ويتميز بتسهيل الأمور. أشعر بالانتماء من خلال صعودى على منصة الاحتفالات. أنقل رسالة من السلام والأخوة، بعيدة عن العنصرية والعنف. وأعتقد أن فى وسع الموسيقى أن تجمع القلوب".
وفى السياق نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية، أنه بالإضافة إلى قادري، سيشارك مسلم آخر بدور هام فى المراسم، حيث سيشعل البروفيسور أحمد عيد، مدير قسم الجراحة العامة فى مستشفى هداسا الإسرائيلية فى القدس، شعلة أثناء المراسم، ويحظى القليل من الإسرائيليين بهذه الفرصة فى كل سنة، وتعتبر هامة جدا.
وقل موقع "مكور" إن البروفيسور عيد من مواليد قرية دبورية فى شمال إسرائيل، ولكنه يعيش منذ سنوات فى القدس، ويعالج فى إطار عمله، من بين أمور أخرى، متضررى الأعمال الفلسطينية ضد المستوطنين وهو مسئول عن توفير رد طبى فورى لسكان المدينة.