قالت الكاتبة الأمريكية ترودى روبين، إن الرئيس التركى رجب طيب اردوغان فى سبيل توطيد أركان حُكمه -فى قصره الذى يضم 150ر1 غرفة- قد قوّض حلم قيام أول ديمقراطية حديثة فى بلد ذى أغلبية مسلمة.
وأضافت روبين -فى مقالها بصحيفة (الـفيلادلفيا إنكوايرر)- أن نتيجة التصويت على الاستفتاء التركى والتى تؤهل اردوغان للبقاء فى منصبه حتى عام 2034 هى أيضا تقتل أى أملٍ متبقٍ فى انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وتابعت روبين بأن الآمال التى كانت منعقدة على تحوّل حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا إلى نسخة مسلمة من أحزاب أوروبا الديمقراطية المسيحية المحافظة - تلك الآمال كانت غير واقعية.
ورأت الكاتبة أن إردوغان بعد توليه منصب الرئاسة قد تملّكه جنونُ العظمة وبدأ فى محاكاة نموذج أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، الذى بنى بحُكمه الشمولى دولة مدنية على أنقاض الامبراطورية العثمانية.
ونقلت روبين فى هذا الصدد عن الباحث فى الشأن التركى بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، سونر كاجابتاى -مؤلف كتاب السلطان الجديد- القول إن "اردوغان يتبع خطى أتاتورك، مستخدما السُلطة فى تشكيل البلد والمجتمع وفقا لتصوره الخاص؛ على أن اردوغان لا يشارك أتاتورك قِيَمَه المدنية، إنما هو فقط يسير فى نفس الطرق، فهو يريد أن يستخدم سُلطة الدولة والتعليم لجعل البلد دينيا ومُحافظا وشرقَ أوسطي".
لكن تركيا، بحسب روبين، أكثر تعقيدا من ذلك: إنها خليط من علمانيين ومعتدلين ومسلمين متدينين وأكراد ومسيحيين وأرباب أعمال ذوى توجه أوروبي- وهذا هو السبب فى أن اردوغان لم يحصل فى الاستفتاء سوى على 51% فقط من الأصوات - وعليه فإن "زمن أتاتورك قد انقضى، ولن يُفلح تطبيق نموذجه فى الزمن الحاضر"، بحسب كاجابتاي.