قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه عندما هاجم قراصنة حملة إيمانويل ماكرون، الذى أصبح رئيسا لفرنسا بعد فوزه فى الانتخابات هذا الأسبوع، كان المرشح المستقل مستعدا لها بفريقه التكنولوجى الذى استفاد مما حدث فى حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأنشأ عشرات من الحسابات البريدية الإلكترونية الوهمية، وملأها بوثائق مزيفة من أجل إرباك المهاجمين.
وهرع الروس من جانبهم، وتركوا أدلة بسيطة غير كافية للإثبات بشكل مؤكد أنهم يعملون لصالح الرئيس فلاديمير بوتين، لكنها تشير بقوة إلى أنهم جزء من حملة أكبر لحرب المعلومات.
وأشارت الصحيفة إلى أن القصة التى قالها مسئولون أمريكيون وخبراء إلكترونيون ومساعدون فى حملة ماكرون عن هجوم القرصنة الذى يهدف إلى التدخل فى الانتخابات فى فرنسا كان تذكيرا بأن الهجمات الإلكترونية الفعالة يمكن أن تعطل المفاعلات النووية الإيرانية أو شبكات الطاقة فى أوكرانيا، لكنها ليست بحل مباشر لهذه القصة.
وهذا النوع من حرب المعلومات التى يفضلها الروس يمكن هزيمته بالتحذير المبكر والكشف السريع. لكن هذه النتيجة لم تكن مضمونة ليلة الجمعة عندما وضع الهجوم الإلكترونى الهائل فرص ماكرون الانتخابية فى خطر. لكن بالنسبة للمسئولين الأمريكيين والفرنسيين لم يكن الأمر مفاجئا.
فخلال الإدلاء بشهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة فى واشنطن أمس الثلاثاء، قال مايكل روجرز، مدير وكالة الأمن القومى الأمريكى، إن وكالات الاستخبارات الأمريكية رأت الهجوم يحدث وأخبرت نظيرتها الفرنسية "انظروا إننا نشاهد الروس، نراهم يتسللون إلى بعض البنى التحتية لديكم، هذا ما شهدناه، ما الذى يمكننا القيام به لمحاولة المساعدة".
إلا أن الفريق فى مقر حملة ماكرون لم يكن بحاجة لفريق الأمن القومى الأمريكى ليخبرهم أنهم مستهدفين. ففى ديسمبر الماضى، عندما ظهر ماكرون، كأكثر مرشح معادى لروسيا ومؤيد للناتو وأوروبا فى السباق الرئاسى، بدأت حملته تتلفى إيميلات تصيد، وصفها منير المحجوبى، المدير الإلكترونى لحملة ماكرون إنها كانت عالية الجودة، فجهزت الحملة استراتيجية تقوم على إنشاء حسابات بريد إلكترونى وهمية محملة بوثائق مزيفة لإرباك القراصنة المحتملين.