كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بعض ما دار خلف الكواليس قبل القرار الصادم الذى اتخذه الرئيس دونالد ترامب بإقالة مدير الإف بى أى، جيمس كومى.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقربين من البيت الأبيض، قوله إن ترامب كان قد قرر بالفعل إقالة كومى، بينما تشير شهادت أكثر من 30 من مسئولى البيت الأبيض ووزارة العدل والكونجرس إلى أن الرئيس كان غاضبا من أن جيمس كومى لم يدعم مزاعمه التى لا أساس لها بان الرئيس السابق باراك أوباما قد تصنت عليه، واستشاط ترامب غضبا من أن كومى كان يسلط انتباه أكثر من اللازم على التحقيق الخاص بسوريا ولا يقوم بما يكفى للتحقيق فى التسريبات للصحفيين.
وتقول الصحيفة إنه فى كل مرة ظهر فيها كومى أمام الرأى العام كان الرئيس ترامب يزداد قلقا من أن الموضوع الذى يتحدث فيها هو أكثر ما يريد تجنبه، وهو روسيا، فطالما شكك ترامب فى ولاء كومى وأحكامه، وقد غضب مما رأى أنه عدم تحرك من قبل مدير "الإف بى إى" إزاء التسريبات من داخل الحكومة الفيدرالية، وبحلول الأحد الماضى، اتخذ ترامب قراره بأن كومى لا بد أن يرحل.
وفى ملعبه للجولف فى نيوجيرسى، شكا ترامب من شهادة كومى الأخير أمام الكونجرس، والتى اعتقد أنها كانت غريبة، ونفذ صبره، ما رأى أنه تظاهر بالتقوى من جانبه، حسبما قال مسئولو البيت الأبيض، ووجد ترامب أن كومى كان يستغل تحقيق روسيا ليصبح شهيدا.
وبعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع وعودة ترامب إلى العمل صباح الاثنين، قال الرئيس لنائبه مايك بنس وعدد من كبار مساعديه، ومن بينهم رينيس بريبوس وستيف بانون ودونالد ماكجاهم، إنه مستعد للتحرك إزاء كومى، لكنه أراد أولا أن يتحدث مع شخص محل ثقته وهو وزير العدل جيف سيشنز، ونائبه رود روزنشتاين الذى يرفع كومى تقاريره إليهما مباشرة. واستدعى ترامب الرجلين لاجتماع، حسبا قال شخص مقرب من البيت الأبيض، وبحسب المصدر، فإن ترامب كان قد قرر بالفعل إقالة كومى، لكن فى هذا الاجتماع، قال العديد من مسئولى البيت الأبيض إنه أصدر توجيها سيشنز ونائبه بتفسير القضية ضد كومى كتابة.
واستجاب كلاهما للرئيس وصدر أمر الإقالة.. وهدد روزنشتاين بالاستقالة بعدما صورت القصة التى خرجت من البيت الأبيض أنه هو المتحرك الرئيسى لقرار إقالة كومى وأن الرئيس تصرف بناء على توصيته.