ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، أن المعلومات السرية التى شاركها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى مع المسئولين الروس قامت بجمعها الاستخبارات الإسرائيلية، وفقا لمسئولين أمريكيين مطلعين على المسألة، وهو كشف يمكن أن تترتب عليه عواقب بعيدة المدى على الأمن القومى الأمريكى.
وقالت الصحيفة – فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى- أن هذه المعلومات السرية- التى تتعلق بالتهديدات الإرهابية ضد الطائرات- كانت موجهة خصيصا إلى الولايات المتحدة وتم تقديمها فى إطار اتفاقية أبرمت منذ فترة طويلة لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتستند على ضمانات متبادلة للسرية، حسبما أضاف المسئولون.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب دافع يوم أمس عن قراره بمشاركة المعلومات مع الروس، من خلال تدوينه كتبها على حسابه بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعى، قال فيها أن له "الحق المطلق" لمناقشة التهديدات مع كبار الشخصيات الزائرة، فيما وصف ماكمستمر، مستشار الرئيس للأمن القومى، تصريحات الرئيس بأنها "مناسبة تماما".
وأضافت:"أن هذه التداعيات أثارت حفيظة المشرعين، بينما يستعد ترامب للقيام بأولى رحلاته الخارجية كرئيس للولايات المتحدة فى وقت لاحق من هذا الأسبوع".
وتابعت:"أن قرار الرئيس بمناقشة معلومات استخباراتية حساسة مع الخصم الأول للولايات المتحدة أثار مخاوف بين المشرعين بأن الرئيس ترامب إما غير قادر أو غير راغب فى التعامل بتكتم مع أسرار الدولة الدفينة، كما أنه أثار التوترات مع مسئولى وكالات المخابرات الأمريكية الذين عُينوا قبل توليه الرئاسة".
كما نقلت الصحيفة عن هؤلاء المسئولين قولهم:"إنه فى حال عزوف بلدان أخرى الآن عن تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة فى المستقبل خشية إلا يحتفظ ترامب بسرية هذه المعلومات، فإن قرارهم هذا قد يعيق تنفيذ مجموعة من العمليات بدءا بعمليات مكافحة الإرهاب حتى تلك التى تكافح انتشار الأسلحة، والتى تعتمد فيها المخابرات الأمريكية على الاستخبارات التى ترد من حكومات أجنبية".
وأبرزت الصحيفة قول السير آدم طومسون، سفير المملكة المتحدة السابق لدى منظمة حلف شمال الأطلسى ورئيس مركز شبكة القيادة الأوروبية للأبحاث فى لندن، بأن حادثا واحدا منعزلا قد لا يسبب مشاكل طويلة الأجل نظرا لأن البلدان الأخرى بحاجة أيضا إلى تعاون المخابرات الأمريكية معها أكثر من حاجة المخابرات الامريكية لهذا التعاون".
وأضاف طومسون:" مع ذلك، إذا بدا الأمر وكأنه أصبح نمطا من قبل الرئيس ترامب، فإن ذلك سيكون له بالفعل تأثير مخيف على التعاون الاستخباراتى للعديد من الدول مع الولايات المتحدة".
فى السياق ذاته، قال مسئول أمريكى يعمل فى عمليات مكافحة الإرهاب أن الرئيس يبدو "غير مدرك تماما" لطبيعة عمليات الاستخبارات وأنه غير مكترث بالقيود التى يضعها المسئولون على المعلومات التى يتم الحصول عليها بصعوبة والمخصصة لدائرة صغيرة.
وأضاف هذا المسئول:"أن المصدر الإسرائيلى يعتبر حساسا لدرجة أن الولايات المتحدة لم تنقله إلى أقرب حلفائها فيما تسمى بمجموعة (الخمس عيون) التى تضم المملكة المتحدة وكندا".
من ناحية أخرى، أبرزت "وول ستريت جورنال" أن المسئولين الإسرائيليين لم يؤكدوا حتى الآن بأنهم مصدر هذه المعلومات.فضلا عن أن رون ديرمر، السفير الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة، قلل من احتمالات أن ينتج هذا الأمر عن الحاق أى ضرر بالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.
مع ذلك، قال خبراء أن هذا الأمر ربما يزعج قطاع المخابرات الإسرائيلى.