اخبار هونج كونج
لم تستطع اعمال الشغب والعنف التى عانت منها هونج كونج طوال ليل أمس ان تعكر من صفو فرحتها بعيد الربيع وباستقبال السنة القمرية الصينية الجديدة.
فبعد ساعات قليلة من سيطرة الشرطة على الوضع وعودة الاستقرار عادت اجواء الفرح والبهجة الى المدينة حيث انطلقت مساء اليوم، كما هى العادة فى ثانى يوم من كل عام صينى جديد، عروض الصواريخ والالعاب النارية لتنير بأضوائها الملونة والبراقة السماء بمنطقة ميناء فيكتوريا الذى يعد من أبرز الاماكن السياحية بهونج كونج.
وتبعا لمخطط البرنامج السنوى التقليدى لاحتفالات هونج كونج فإن أهم مظهر من مظاهر الاحتفالات باليوم الاول من السنة الجديدة هو موكب العام الجديد الضخم والمذهل والذى اقيم أمس بالفعل وانتهى قبل وقوع احداث الشغب المؤسفة. وأما اليوم الثانى للبرنامج فيتركز فى عروض الالعاب النارية وأما الثالث فيتضمن سباقات الخيول التى ستجرى غدا والتى من المتوقع ان يحضرها نحو 100 ألف متفرج حيث سيستمتعون خلالها بأكبر عرض للصوت والضوء فى العالم.
وكانت قوات الشرطة فى هونج كونج تمكنت فى وقت مبكر من صباح اليوم من استعادة الهدوء للمدينة بعد ان وقعت اشتباكات عنيفة بينها وبين ونحو 300 من مثيرى الشغب طوال ليلة أمس على خلفية محاولة السلطات إجلاء الباعة الجائلين من الطرقات بضاحية مونج كوك التجارية المزدحمة.
وقد أصيب نحو 90 من قوات الشرطة فى الاشتباكات كما قامت السلطات باعتقال 54 على الاقل من المحتجين بعد ساعات من العنف الذى كاد ان يطيح باحتفالات المدينة بالسنة الصينية الجديدة التى بدأت منذ رأس السنة الصينية التقليدية مساء أول أمس والتى من المفترض ان تدوم طوال الاسبوعين القادمين.
وكانت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين اندلعت عندما حاولت سلطات انفاذ القانون طرد الباعة الجائلين من الشوارع حيث بدأ مثيرو الشغب فى التجمع وهاجموا الشرطة بالطوب والحجارة والاسلحة البيضاء واشعلوا النيران فى صناديق القمامة مما دعا قوات مكافحة الشغب الى الانتشار بالمنطقة واستخدام القنابل المسيلة للدموع والطلقات التحذيرية لتفريق المحتجين وإستعادة الامن والنظام.
وقد عقد الرئيس التنفيذى لهونج كونج ليونغ شون-يينغ مؤتمرا صحفيا صباح اليوم ليوضح ما حدث قائلا ان المواطنين رأوا بأنفسهم من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى جميع الاحداث التى وقعت وادركوا جدية الوضع وخطورته وكيف اظهرت الشرطة اقصى درجات ضبط النفس مشيرا الى ان الشرطة اضطرت فى النهاية للجوء الى القوة للسيطرة على الموقف خوفا من حدوث انفلات امنى.