تعتبر الإنجازات الميدانية الأخيرة للجيش السورى فى عمق البادية صفعة لتنظيم "داعش" الذى كان يؤسس لبقائه وقتا طويلاً فى تلك المنطقة، خاصة بالقرب من حقول النفط الواقعة شرق مدينة حمص، والتى كانت رادفاً مالياً يستفيد منه فى تمويل وجوده العسكرى وشراء الأسلحة وتجنيد عشرات المقاتلين الأجانب. حسبما ذكرت شبكة سبوتنيك الروسية.
وعثر الجيش السورى خلال تقدمه وسط الصحراء القاحلة على كهوف ومغاير، حفرها مسلحو تنظيم "داعش" وعملوا على تجهيزها بغية البقاء فى تلك المنطقة أطول وقت ممكن. فهم لطالما اعتبروا المساحات الصحراوية المكشوفة والتى تصل حتى مدينة دير الزور والحدود العراقية مواقع نفوذ استراتيجى لهم، باعتبارها قريبة من تواجد التنظيم فى العراق الذى يشترك مع سوريا بحدود طويلة وصعبة.
واستطاع الجيش السورى خلال عملياته الأخيرة والتى أطلق عليها (فجر الكبرى) أن يطرد مسلحى "داعش" من مسافة تجاوزت الخمسة آلاف كيلومتر، وشملت عددا من حقول النفط الهامة وخاصة شركات (الشاعر، والمهر، حيان) إضافة لمواقع الفوسفات التى دخلتها مؤخراً القوات السورية شرق حمص فى "خنيفيس" أكبر المناجم فى البلاد، كما دخل عشرات القرى والبلدات.
وينشط تنظيم "داعش" بشكل كبير فى المنطقة الممتدة من ريف حماة وتحديداً قرب بلدة "عقارب" مروراً بريف حمص الشرقى وحتى المناطق الشرقية فى سوريا كمحافظتى دير الزور والرقة، حيث تمثل ثقله الاستراتيجى والخزان الأكبر لمقاتليه فى سوريا.
يذكر أن الجيش السورى استطاع تدمير معدات وعربات عسكرية أمريكية كان مسلحو "داعش" يستخدمونها فى معارك الصحراء.