سيطرت التطورات التى شهدتها منطقة الخليج اليوم على اهتمام الصحف ووسائل الإعلام العالمية، وعلقت شبكة "سى إن إن" على قرار الدول الخليجية ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وقالت إن قطر أصبحت معزولة بهذا القرار.
وتحت عنوان "أزمة فى الخليج"، أشارت الشبكة إلى أن قطع العلاقات أدى إلى إلغاء رحلات طيران، وإغلاق موانئ وتأثيرات أخرى سريعة حول المنطقة. ونقلت "سى إن إن" رد الموقف القطرى الذى جاء فى بيان أعربت فيه الدوحة عن "أسف عميق" لقرار إغلاق المجال الجوى والحدود وقطع العلاقات الدبلوماسية، وقولها إن الخطوة غير مبررة ومبنية على مزاعم بلا أساس.
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن التصعيد الدبلوماسى المتصاعد وغير المعتاد كشف التوترات المستمرة بين الدول الملكية فى الخليج وتنافسهم على النفوذ الإقليمى. وجاء بعد أسابيع قليلة من لقاء ترامب مع القادة العرب والمسلمين ودعوته لجبهة موحدة ضد التطرف، وهى الزيارة التى قال المحللون إنها دعمت السعودية وأقرب حلفائها.
وفى نفس السياق، قالت مجلة "فوربس" إن الخطوة تبعث برسالة لباقى الشرق الأوسط والقادة المسلمين فى كل مكان إنهم لا يستطيعون التسامح مع الإرهاب فى بلادهم. وتساءلت المجلة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع دول الخليج فى قطع العلاقات مع قطر، مشيرة إلى أن القطريين معروفين بتقديم الدعم المالى للمنظمات التى تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية مثل حماس.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إنه بعد أقل من 24 ساعة على مقتل ثمانية أشخاص فى هجوم على جسر لندن أسفر أيضا عن إصابة العشرات، أصبح هذا الهجوم الأحدث فى بريطانيا قضية انتخابية مع تبقى أيام قليلة على الانتخابات العامة.
وقالت الصحيفة إن قادة الحزبين الرئيسيين العمال والمحافظين تبادلوا الانتقادات فى الوقت الذى كانت فيه الشرطة تقوم بمداهمات واعتقلت حوالى 10. وفى الوقت الذى أصبحت فيه رئيسة وزراء بريطانيا على المحك، فإن تريزا ماى تبنت لهجة قوية وقتالية فى خطابها الذى ألقته أمس الأحد، وأصرت على أن هناك تسامحا أكثر من اللازم مع التطرف فى بلادها.
وانتقد حزب العمال المعارض الخطاب، باعتباره ضربة مغطاة موجهة لرئيس الحزب، وقال أنصار جيريمى كوربين، الذى عادة ما اتهمته ماى بالتعامل برفق مع المسلحين المعادين للغرب، إنه تم تسيس الهجوم الإرهابى.
الصحف البريطانية
ومن جانبها، اهتمت الصحف البريطانية بالتعليق على قطع دول الخليج ومصر للعلاقات الدبلوماسية مع قطر، ووصفت صحيفة "الجارديان" القرار بأنه يعكس
أخطر أزمة دبلوماسية تواجه المنطقة منذ سنوات.
وتأتى هذه الخطوة الدبلوماسية بعد نشر وكالة الأنباء القطرية لتصريحات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد انتقد فيها بعض قادة دول الخليج ودعا لتخفيف التوتر مع إيران.
وردا على نشر هذه التصريحات، حجبت السعودية والإمارات وسائل إعلام قطرية مثل الجزيرة.
وأضافت "الجارديان" أن قاعدة "العديد" الجوية توجد فى قطر، وتستضيف مسئولى القيادة المركزية و10 ألاف جندى أمريكى، وليس واضحا كيف سيؤثر القرار على العمليات العسكرية الأمريكية.
وأوضحت "الجارديان" أن قطر لطالما واجهت انتقادات من جيرانها من العرب بسبب دعمها لجماعات مثل "الإخوان المسلمين"، الجماعة الإسلامية السياسية المحظورة فى كل من السعودية والإمارات نظرا لتحديها للحكم هناك.
وتابعت بالقول إن دول الخليج بزعامة المملكة العربية السعودية اختلفت مع قطر بسبب دعمها للرئيس المصرى المعزول محمد مرسى، العضو بجماعة الإخوان المسلمين، حتى أنها والإمارات والبحرين استدعوا سفرائهم من الدوحة.
وبعد ذلك بـ8 أشهر، أعادوا سفرائهم إلى قطر بعدما أجبرت الدوحة بعض عناصر الإخوان على المغادرة بينما طالبت آخرين بالهدوء، ولكن رغم ذلك، لم تشهد أزمة 2014 حصارا بريا وبحريا مثل الآن.
وأشارت "الجارديان" إلى أن المسئولين الغربيين اتهموا قطر كذلك بالسماح وتشجيع تمويل متشددين مثل فرع تنظيم القاعدة فى سوريا، الذى يعرف بجبهة النصرة.
أما هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" فقالت إن قرار تعليق العلاقات الدبلوماسية سيكون له أثره على الاقتصاد القطرى.
وأضافت أن "الغذاء"، من بين القطاعات التى ستتضرر وذلك لأن الدول الخليجية عادة ما تجد صعوبة فى زراعة المواد الغذائية، مشيرة إلى أن قطر تولى أهمية خاصة للأمن الغذائى لاسيما وإن الطريق البرى الوحيد للدخول إليها هو عبر الحدود مع السعودية.
وأوضحت أن مئات الشاحنات تعبر الحدود يوميا، ويتم توصيل 40% من المواد الغذائية التى تحتاجها قطر عبر هذا الطريق.
وقالت السعودية إنها ستغلق الحدود مع قطر، وحينها ستعتمد الدوحة على الشحن الجوى والبحرى.
ونقلت "BBC" عن غانم نصيب، مدير فى شركة الاستشارات "كونرستون" العالمية قوله إن "هذا سيحدث تضخم على الفور، وسيؤثر على المواطن القطرى".
وأضاف أنه إذا بدأت تكلفة المواد الغذائية تزيد بشكل كبير، "فسنرى القطريين يزيدون من الضغوط السياسية على الأسرة الحاكمة إما لتغيير القيادة أو تغيير المسار".
الصحف الإيطالية والإسبانية:
قرار قطع العلاقات مع قطر "غير مسبوق" ويثبت علاقاتها بالإرهاب
أبرزت الصحف الإيطالية والإسبانية عدد من الموضوعات من أهمها قرار قطع مصر واربع دول عربية آخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها للإرهاب، واستمرار الأزمة الفنزويلية.
وقالت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، إن قرار مصر والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب الإرهاب، غير مسبوق ويبرز أين يوجد الإرهاب وعلاقاتها به، فبعد الإجماع العربى على قطع العلاقات مع قطر أصبحت هذه الدولة تعانى من عزلة حقيقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التهمة الموجهة لقطر هو دعم الجماعات الإرهابية التى تريد زعزعة استقرار المنطقة، والتى منها الإخوان فى مصر، وأيضا تنظيم داعش والقاعدة، وكل الجماعات التى وفقا للدول العربية تحظى أيضا بدعم الإيرانيين.
وأوضحت الصحيفة الإيطالية أن من أهم الآثار المترتبة على قرار الدول العربية الغير مسبوق من عزل قطر، تهديد الطيران، حيث تحتوى على واحدة من أكبر الشركات فى العالم، ، فالدول العربية أعلنت وقف جميع الرحلات من وإلى قطر، ويهدد حتى كأس العالم فى 2022.
وأكدت وكالة "نوفا" الإيطالية تدفق السياح الإيطاليين الذين زاروا مصر فى إبريل الماضى زادت بنسبة 140% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وأشارت الوكالة إلى أنه وفقا للأرقام فإن تدفق السياح الإيطاليين إلى مصر فى ازدياد بنسب 26% منذ فبراير العام الماضى، حيث تلقت مصر 74.6% أكثر من السياح الإيطاليين، وأطلقت هيئة السياحة المصرية فى إيطاليا أيضا حملة ترويجية من خلال مذيعى التليفزيون على شبكة الإنترنت، والتى بدأت فى 28 مايو.
وأعلن وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلى إرنستو فيليجاس، وفاة أورلاندو فيجويرا، ضحية شابة، وذلك متأثرا بجروحه بعد أن تعرض للطعن والحرق حيا خلال مظاهرات فى 20 مايو ضد الرئيس نيكولاس مادورو، مما يرفع عدد قتلى المظاهرات الاحتجاجية فى فنزويلا إلى 65 شخص.
ووفقا لصحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية فقد توفى اورلاندو فيجويرا 22 عاما فى المستشفى حيث كان يعالج لإصابته بحروق بالغة بحسب النيابة التى أضافت أن التحقيق مستمر لكشف ظروف الاعتداء عليه، وقال فيليجاس فى تغريدة "اورلاندو فيجيرا توفى من جراء إصابته بأزمة قلبية والطعن والحرق حيا على يد حاقدين فى التاميرا ".
وأشارت الصحيفة إلى أن مادورو أعلن من قبل أن هذا الشاب قتل على يد المعارضين لأنهم ظنوا أنه مؤيد للرئيس السابق الراحل هوجو تشافيز مشبها لامعتدين الذين لم تعرف هويتهم ب"إرهابى تنظيم داعش".
الصحافة الإسرائيلية
شركة الطيران الإسرائيلية تؤكد استمرار عملها بحكم عقدها الموقع مع "قطر أير وايز"
ذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن شركة "أركيع" أكبر شركات الطيران الإسرائيلية الاستمرار فى عملها لنقل الركاب إلى مطار حمد الدولى بالعاصمة القطرية الدوحة رغم قطع 5 دول عربية لقطر.
وأضافت الصحيفة أن الشركة الإسرائيلية أصدرت بيانا أكدت فيه مواصلة واستمرار العمل فى نقل السياح الإسرائيليين للدوحة ، مؤكدة أن قرار الدول العربية بقطع العلاقات مع الدوحة لن يمس رحالات الطيران التى تقوم بها الشركة، كما أن شركة "قطر أير وايز" مستمرة فى عملها إلى إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أنه فى عام 2005 وقعت كلا من شركة "أركيع" وشركة " قطر اير وايز" عقدا بتبادل الرحالات الجوية على أن تتولى الشركة الإسرائيلية مهمة نقل السائحين من إسرائيل إلى الأماكن السياحية فى الدوحة .
وأشادت الشركة الإسرائيلية بالشراكة مع الشركة القطرية ، حيث قالت أنها تقدم خدمة مميزة للسياح الإسرائيليين لكونها شركة رائدة وتحمل علامات التميز الخمس.
وعلى جانب أخر، قال رئيس الطاقم الدبلوماسى السابق فى سفارة تل أبيب لدى الدوحة السفير "إيلى ابيدر" إنه ينبغى على إسرائيل انتهاز الفرصة فى قطع العديد من الدول العربية علاقاتها مع قطر من أجل بناء علاقات دبلوماسية قوية مع قطر، مضيفا أن هذا سيكون مفيدا فيما يتعلق بالملف الفلسطينى.
وأضاف"ابيدر" فى تصريحات خاصة لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الاثنين إنه لا يستطيع أحد أن ينكر العلاقات القوية بين حركة حماس وقطر التى تمولها وتدفع لها المرتبات ، وفى حالة قيام علاقات دبلوماسية كاملة بين قطر وإسرائيل فإنها ستمارس ضغوطا على حماس بألا تعرض أمن إسرائيل للخطر.
وأكد الدبلوماسى الإسرائيلى أن مغادرة 800 ألف مواطن من قطر يعنى بمثابة زلزال يضرب قطر ، وخاصة أنها دولة صغيرة وعدد سكانها هو الأقل بين الدول الخليجية.