فى أول رد فعل من جانبه على قصف الحرس الثورى مراكز قيادة تنظيم الدولة "داعش" فى مدينة دير الزور السورية مساء الأحد الماضى، أكد الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أن "الضربات كانت عملا صائبا".
وتدور منافسة طاحنة بين مؤسسة الحرس الثورى الذى يقودها الجنرال محمد على جعفرى ومؤسسة الرئاسة بقيادة الرئيس حسن روحانى، وتتركز المنافسة على النفوذ السياسى فى البلاد والتوجهات الاقتصادية لإيران فى مرحلة ما بعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووى).
وقال الرئيس روحانى فى مأدبة إفطار دعا إليها عدد من العلماء ورجال الدين يوم الثلاثاء: "إطلاق الصواريخ إلى مراكز تنظيم داعش من قبل الحرس الثورى عمل صحيح وضرورى كما أن المصالح الوطنية والأمن القومى والدستور والقائد الأعلى للثورة الإسلامية وحتى الحكومة أمورا حزبية".
وظهر العداء الصريح بين مؤسستى الحرس الثورى والرئاسة من خلال الدعم المعلن من قبل الحرس الثورى للمرشح الذى نافس حسن روحانى فى الانتخابات الماضية، وهو رجل الدين والقاضى المتشدد إبراهيم رئيسى.
وهاجم حسن روحانى يوم الأربعاء 17 مايو الماضى قادة الحرس الثورى والباسيج فى بيان له، متهما إياهم بالتدخل فى الحياة السياسية ومحاولة توجيه العملية الانتخابية وتقويض دعائم الديمقراطية.
وأشار الرئيس روحانى فى كلمته عقب مادبة الإفطار أمس الثلاثاء إلى إجراءات وزارة الأمن والإطلاعات (المخابرات) عقب الحادث الإرهابى فى طهران، فى إشارة منه إلى تفجيرات الأربعاء 7 يونيو الجارى والتى استهدفت مقر البرلمان وسط طهران وضريح الخمينى جنوبى العاصمة.
وقال روحانى إن الأمن اعتقل من خلال عمليات الدهم عناصر مرتبطة من كافة أنحاء البلاد فى عمليات شجاعة، مضيفا: "قبل الحادث الإرهابى أيضا كانت هناك إجراءات طيبة للغاية من قبل وزارة الأمن والقوات المسلحة والمؤسسات الأمنية الأخرى ضد تنظيم داعش الإرهابى".
وتعكس كلمات روحانى حالة الاستقطاب الحادة التى بنى عليها الحرس الثورى استراتيجيته ضد داعش فى سوريا قبل إطلاق الصواريخ الستة، إذ جمّعت تلك الضربات كل الأطياف السياسية، بمن فيهم الرئيس ذاته، ووحدتهم، وحققت الغرض الداخلى منها.