أدان العالم المصرى الأزهرى الدكتور إبراهيم أبومحمد مفتى القارة الأسترالية، بشدة حادث دهس مصلين مسلمين فى لندن، وقال "بعد حادث كندا وقتل المصلين فى المسجد كنا قد حذرنا من جنون الكراهية (مايسمى الاسلاموفوبيا)، وها هى شرارتها تتكرر فى لندن باعتداء إرهابى على مسلمين بريطانيين كانوا قد فرغوا من صلاتهم ومناجاة ربهم فى المسجد، فإذا بالكراهية الإرهابية تتربص بهم فتقتل وتجرح وتسيئ لوجه الحضارة والديموقراطية".
وأضاف مفتى أستراليا -فى بيان اليوم الأربعاء- أن "رئيسة وزراء بريطانيا قد أحسنت حين ذكرت أن الحادث يعلمنا أن للإرهاب أكثر من وجه. غير أن تباطؤ الإعلام العالمى فى إدانة الحادث وتجنب وصفه بالإرهاب زاد الأمر سوءا وعكس وجها قبيحا من وجوة العنصرية وازدواجية المعايير فى التمييز بين دم ودم، وضحية وضحية، وفق بشرة الفاعل ودينه وجنسيته".
وتابع أن "ازدواجية المعايير شوهت وجه الحضارة الإنسانية وكانت سببا من أسباب تفشى الإرهاب ونمو ظاهرته، فإذا أضيف إليها جنون الكراهية وجنون العنصرية والتمييز فى درجة الإدانة وفق بشرة الفاعل ودينه".
وأردف "إن هذا يعنى أن الإنسانية على شفا حفرة من السقوط، حيث تغتال العدالة فى أبسط صورها، فيفقد البشر حقيقة العدل فى المساواة بين الضحايا المجنى عليهم، بينما يتم التمييز والتفاضل بين الجناة المجرمين، فنسارع بالإدانة والتجريم وكل أوصاف الخزى والسوء عندما يكون الجانى عربيا أو مسلما، بينما نسكت عن الفاعل فى ذات الجرم ونتباطأ فى وصفه بالإرهاب نظرا لبياض بشرته وخلفيته الأوربية، وذلك عار يجرح عدالة البعض ويفقدهم مصداقيتهم ويفضح عنصريتهم وتربصهم وانحيازهم الأعمى ضد كل ما هو إسلامي".
وحث مفتى أستراليا العقلاء والشرفاء فى العالم أن يشكلوا فرقا للإغاثة والإنقاذ من تفشى الكراهية والعنصرية، وقال "قلنا قبل ذلك ونكرر.. الخوف كل الخوف من أن تتحول الكراهية والعنصرية من ظاهرة إلى أيديولوجية، ومن ثم تبدأ دورة العنف لتضرب فى كل مكان وفى أى مكان، فتقع الإنسانية كلها فى براثن نوعين من الجنون، جنون الإرهاب من ناحية، وجنون الكراهية والعنصرية من ناحية أخرى".