كشف الكاتب الأمريكى سيمور هيرش فى تقرير له على صحيفة "هيرش فيلت" الألمانية عن ما حدث فى "خان شيخون" ، و قام هيرش بنشر حقائق عن الضربة الأمريكية الإنتقامية التى تلتها.
وسرد الكاتب ما حدث في غرب سوريا في 4 أبريل 2017، عندما قامت القوات الجوية الامريكية بقصف خان شيخون، قائلاً بأن "الأمر ما زال غير واضح تماما، ولا تزال الأحداث محجوبة بسبب الضباب الكثيف للحرب".
وأضاف ان "التحالف الروسي-السوري-الإيراني يقاتل ضد الميليشيات الجهادية وغيرها على حد سواء، بالأخص في منطقة إدلب". كما أستفاض الكاتب قائلا ان "جميع الأطراف المتحاربة فى سوريا يجمعهم شئ واحد مشترك، وهما انهم يكرههون الديموقراطية، ويرون ان كل الصحفيين أعداء" .
كما وضح هيرش دور إدارة أوباما فى تهريب الأسلحة من ليبيا إلى سوريا من أجل دعم الميليشيات التي تقاتل ضد القوات السورية. كما أضاف هيرش أن الشركات المزيفة التي أنشئت لتغطية تمويل الارهاب كانت من قبل المخابرات التركية لتسليح الميليشيات الجهادية داخل سوريا.
وأستطرد الكاتب الصحفى سيمور هيرش ذو ال 80 عاماً، والذى فجر العديد من القضايا والملفات الدولية وفى مقدمتها تحقيع الاستقصائى عن جرائم سجن ابو غريب، معلناً عن إندهاشه من معالجة الوسائل الاعلامية الغربية للضربة الأمريكية فى خان شيخون، من حيث انهم قاموا بتصوير والترويج للحادث على انه ردة فعل امريكية لاستخدام قوات الأسد، الرئيس السورى، لغاز السارين، على الرغم من ان المدينة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية. كما قامت وسائل الإعلام الغربية بنشر روايات شاهدين العيان قائلين انهم "استطاعوا ان يشموا رائحة السارين من على بعد 500 متر"، على الرغم من ان السارين غاز دون رائحة.
وتابع هيرش متسائلاً عن كيفية قيام الأطباء ومنظمات الإغاثة بتقديم التقارير السريعة عن الحادث والقيام بالمقابلات عبر سكايب وفيديوهات البث المباشر ساعات قليلة بعد ادعائهم بإستخدام القوات السورية للسارين. وأضاف انه فى فى 6 إبريل، عندما أطلقت القوات الجوية الأمريكية صواريخ من نوع "كوز" على قاعدة الشعيرات بسوريا، لم تكن حتى بدات التحقيقات فى ما اذا كان استخدم النظام السورى غاز السارين من عدمه، كما تسائل هيرش ايضاً عن دور الأمم المتحدة من الضربة، وما اذا كان مخول للأمم المتحدة تكوين لجنة تحقيقات لإصدار تقرير بعد تحقيق، :ولكنها شاهدت فى صمت".
كما استرد هيرش أن أعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي تتخذ من جنيف مقراً لها يدركون تعقيدات الحالة في منطقة الحرب، وان التحليل يتطلب بيانات وتقارير ومقارنتها والتحقق منها، ومع ذلك، قامت منظمة "ليس بالحرة" بتقديم الإجابات السريعة التي يطالب الجميع بها: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي منظمة حكومية دولية تمولها الدول الموقعة على اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي تعمل معا مع الأمم المتحدة. وأصبحت المنظمة أكثر حذرا منذ أن قامت الميليشيات بسوريا بخطف رهينة من فى 2014.
كما أشار هيرش الى ان الاجرائات الجنائية التى تتبعها الأمم المتحدة فى تحديد ما اذا كانت هجمة القوات السورية "جريمة حرب" من عدمه، وان جمع الآدلة يجب ان تكون تحت سيطرة المحققين، ولكن ذلك لم يحدث فى تلك الحالة، وان لجنة الأمم المتحدة فى سوريا لا تنوى تقديم تقرير عن الأحداث الى الجمعية العامة حتى سبتمبر المقبل.
على الرغم من ذلك، في الإجراءات الجنائية، التي تشبه العملية التي تتبعها الأمم المتحدة في تحديد جريمة حرب، من المبادئ الأساسية أن جميع الأدلة تكون تحت سيطرة المحققين في جميع الأوقات. وهذا لم يحدث في هذه الحالة. في الواقع، فإن لجنة الأمم المتحدة في سوريا لا تنوي تقديم تقرير عن أحداثها إلى الجمعية العامة حتى سبتمبر، بعد أن تحقق في جميع المصادر، وخاصة تلك الموجودة في الموقع في خان شيخون.