قبل عام من الانتخابات الرئاسية قطع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مسافة 1200 كيلومتر بالطائرة لزيارة امرأة تعيش وسط القمامة وأمر بنقلها إلى بيت آخر على الفور.
وتمثل الزيارة المخططة بدقة إلى بيت المرأة فى جبال الأورال فى وجود وسائل الإعلام الرسمية لتغطية الحدث جزءا من حملة الكرملين قبل الانتخابات لإبراز صورة الزعيم المهتم برعيته فى وقت يزداد فيه الفقر فى مختلف أنحاء البلاد ويتباطأ فيه الاقتصاد.
ومن المتوقع أن يسعى بوتين للفوز بفترة رئاسة جديدة فى مارس آذار المقبل ورغم أن إعادة انتخابه بنجاح ساحق شبه مؤكدة فقد أظهر حرصه على معالجة الشكاوى الاجتماعية المتزايدة فى بلده الشاسع الذى يبلغ عدد سكانه 146 مليون نسمة.
وشكت أناستاسيا فوتينتسيفا لزعيم الكرملين خلال جلسة أذاعها التلفزيون هذا الشهر وأجاب فيها عن أسئلة المشاهدين من أنها تعيش فى ظروف غير صحية فى بيت خشبى متداع، وقالت إنها تخشى أن ينهار السقف على أولادها ذات يوم. ووعدها بوتين على الهواء مباشرة فى ذلك الوقت بأن يزورها شخصيا ويساعد فى حل مشكلتها.
وأمس الثلاثاء وفى بوعده فهبط على فوتينتسيفا وجيرانها الذين يعيشون فى بيت متهالك من طابقين فى مدينة إزفسك بجبال الأورال. وتزامنت الزيارة مع احتفال المرأة بعيد ميلادها السابع والعشرين، وعرضت قنوات التلفزيون الروسية الرئيسية صورة بوتين وهو يقول للمرأة "لم آت بيد خالية".
وقال وسط تصفيق الجيران "هناك هدية أيضا. بسيطة لكنها جيدة. هذه رحلة إلى سوتشي" وسلمها شهادة لقضاء إجازة هى وأطفالها فى المنتجع الروسى الشهير على ساحل البحر الأحمر، وردت قائلة ودموع الشعور بالامتنان تترقرق فى عينيها "أنت أفضل هدية عندي"، وقالت فوتينتسيفا التى تتقاسم شقتها الصغيرة مع أولادها الثلاثة وشقيقتها إن الدور كان سيحل عليها للحصول على شقة عام 2029.
وقال بوتين للقائم بأعمال حاكم الاقليم فى تصريحات عرضتها بعض البرامج الاخبارية "انقلهم إلى بيت آخر بنهاية العام الجاري"، وفى حالة أخرى حازت اهتمام الجماهير شكت امرأة شابة من منطقة مورمانسك لبوتين خلال جلسة الاتصال الهاتفى المباشر من إصابتها بحالة متأخرة من السرطان بعد الخطأ فى تشخيص حالتها فى مستشفى محلى.
وقدمت وسائل الإعلام الرسمية فيما بعد تغطية شاملة لعملية خاصة نظمتها وزارة الطوارئ الروسية التى أرسلت مستشفى طائرا لنقل المرأة للعلاج فى واحد من أفضل المراكز الطبية فى موسكو.