سعى مسئولون أمريكيون، ومكسيكيون كبار، الجمعة، إلى التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن مسائل عدة بينها الهجرة، وتهريب المخدرات، رغم إصرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، على أن تمول مكسيكو بناء الجدار الحدودى بين البلدين.
وبلهجة بدت تصالحية، قال وزير الداخلية الأمريكية، جون كيلى، فى ختام زيارة إلى المكسيك، استمرت ثلاثة أيام، "لا أجد العبارات الكافية لتأكيد قيمة العلاقة "الأمريكية – المكسيكية"، لكل من بلدينا".
وأضاف أن زيارته إلى الجارة الجنوبية، أكدت الأرضية المشتركة بين البلدين فى مجالات التجارة والهجرة ومكافحة "وباء المخدرات المحظورة تحديدا الهيروين والكوكايين والفينتانيل التى تتدفق إلى نصف الكرة الأرضية وتتسبب بوفيات فى بلدينا".
وتأتى تصريحات كيلى، بعد ساعات، على تأكيدات جديدة لـ"ترامب"، بشأن الجدار الذى أغضب المكسيك، فقد قال ردا على سؤال خلال قمة مجموعة العشرين، فى هامبورج، بألمانيا، إن كان لا يزال يريد من المكسيك، أن تمول بناء الجدار، "بالتأكيد".
وجاءت تصريحات كيلى، عند توجهه لعقد أول لقاء رسمى له مع الرئيس المكسيكى، إنريكى بينيا نييتو، الذى ألغى زيارة فى يناير إلى واشنطن، على خلفية إصرار "ترامب" على أن تدفع المكسيك تكاليف بناء الجدار، ووصلت العلاقات حيدينها بين البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.
ومن جهته، أكد كذلك وزير داخلية المكسيك، ميجيل انخيل اوسوريو – كذلك - على الأرضية المشتركة بين البلدين عقب لقائه كيلى.
وقال فى هذا السياق، "نبحث عن أشكال جديدة للتعاون فى مسائل مثل مكافحة تجارة الأسلحة والجريمة المنظمة عبر الحدود"، إضافة إلى إعادة المهاجرين المكسيكيين المرحلين بشكل "يحفظ كرامتهم".
والتقى كيلى، خلال الزيارة - كذلك - بالقوات المكسيكية التى تحارب عصابات المخدرات النافذة فى البلاد، فيما استقل طائرة تقوم عادة بمهمات استطلاعية فوق مزارع الأفيون فى ولاية جيهيرو.
وتأتى الزيارة فى وقت تستعد الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، لإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) فى 16 أغسطس، وتعد الاتفاقية التى تم التوصل إليها عام 1994 حجر الزاوية فى الاقتصاد المكسيكى، إلا أن "ترامب"، يرى أنها تسببت بنقل الوظائف الأمريكية إلى الجارة الجنوبية.