رأى خبراء أمريكيون فى مجال الأسلحة أن محاكاة نماذج الصواريخ الروسية هى سر نجاح كوريا الشمالية فى تلك الصناعة، مؤكدين أنهم اكتشفوا أوجها للتشابه بين الصواريخ التى طورتها بيونج يانج مؤخرا وصواريخ أنتجتها روسيا فى وقت سابق، ورجحوا أن تكون أسرار حول تلك الصناعة قد تسربت من موسكو إلى النظام الكورى الشمالى.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية- فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، اليوم الأحد، أن شكل الصاروخ الذى أطلقته كوريا الشمالية، يوم الثلاثاء الماضى، بدا مألوفا بالنسبة لبعض خبراء الصواريخ الأمريكيين، والذين أكدوا أنه صُمم بلا شك على الطريقة الروسية.
وقال خبير الأسلحة الأمريكى ومستشار البنتاجون السابق مايكل إليمان حول التشابه بين صاروخ كورى أُطلق فى مارس الماضى وصاروخ آخر صادف فى روسيا فى نهاية الحرب الباردة : "لقد صدمني"، مشيرا إلى أنه تحقق بعد دراسه مكثفة، هو وخبراء آخرون، من تشابه فى عدد من خصائص التصميم بين الصاروخ الكورى الجديد وصواريخ "آر دي-250" التى أنتجها الاتحاد السوفييتى فى ستينيات القرن الماضى.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه لم يُسجَّل من قبل حصول بيونج يانج على مخططات لمحركات لصواريخ الروسية، وأن الخبراء يختلفون حول ما إذا كان ذلك قد حدث فعلا، لكنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أن أوجه التشابه المكتشفة قد أثارت الانتباه مجددا إلى السؤال الذى لاحق الخبراء الأمريكيين على مدى العامين الأخيرين على الأقل ؛ وهو كيف تمكنت كوريا الشمالية من تحقيق ذلك التقدم السريع والمفاجئ فى برنامجها الصاروخى رغم العقوبات الاقتصادية المكثفة والحظر شبه العالمى على تصدير أى تقنيات عسكرية لتلك الدولة الشيوعية الفقيرة.
ويقول العديد من الخبراء أن الاستعراض المدهش من جانب النظام الكورى لشجاعته فى إنتاج الصواريخ هو انعكاس لتمكنه المتنامى من تقنيات تصنيع الأسلحة بالإضافة إلى عزم الزعيم الكورى كيم يونج أون على الانضمام للنادى النووى، لكن آخرين يرون فى ذلك برهانا مستمرا على دور هائل يمارسه أجانب فى هذا السياق، ومن بينهم علماء روس يرجحون أنهم قدموا تصميمات وخبرات منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى الموردين الصينيين الذين يُنسب لهم إمداد بيونج يانج بالأجهزة الإلكترونية التى يحتاجونها من أجل تصميم أنظمة توجيه الصواريخ الحديثة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم أنه من غير المعلوم حتى الآن ما إذا كان هناك دور أجنبى حاسم فى تصميم وإطلاق الصاروخ الباليستى العابر للقارات الذى أطلقته كوريا الشمالية الثلاثاء الماضى، مشددين فى الوقت نفسه على أن الأدلة من اللقطات المتلفزة التى التقطت للإطلاق التجريبى لأحد الصواريخ الكورية فى مارس الماضى محيرة ومثيرة للقلق.
فبينما من المعروف أن كوريا الشمالية حصلت على تصميمات لصواريخ روسية فى الماضى، ترجح الاكتشافات الجديدة، بحسب المحللين الأمريكيين، احتمالية انتقال لم يتم اكتشافه حتى الآن أسرار صناعة الأسلحة من موسكو إلى بيونج يانج.