رأى عومير كرمى الباحث والرائد فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى ليس لديه الفرصة لتغيير السياسة الإيرانية فى ولايته الرئاسية الثانية، حتى بعد أن فاز باكتساح بفارق 7 ملايين صوت عن أقرب منافسيه.
وأضاف كرمى، فى ورقة بحثية نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنه على الرغم من أن تأثير الرئيس الإيرانى على السياسة الإقليمية محدودا إلى حد ما، إلا أن الرئيس الذى أعيد انتخابه حديثاً يستطيع أن يعيق بعض خطط الحرس الثورى الإسلامى الإيرانى فى المنطقة، إذا رأى أنها تصطدم مع المصالح الإيرانية وقد تؤدى إلى فرض عقوبات صارمة أو استخدام القوة ضد إيران وحلفائها.
وانتقد روحانى بعنف فى المناظرة الرئاسية الثانية التى تمت قبل الانتخابات بنحو أسبوعين سياسات التسليح الصاروخية التى ينتهجها الحرس الثورى الإيرانى، معتبرًا أن زيادة الإنفاق على مشاريع الصواريخ البالستية يقوض مضمون الاتفاق النووى الذى تم إبرامه مع العالم يوم الرابع عشر من يوليو 2015.
واعتبر الرائد فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، أن روحانى سياسى ماهر، وقد استفاد بالفعل من دعمه الشعبى لإقناع القيادة الإيرانية بالموافقة على اتفاق نووى تاريخى ومع ذلك، فهو ليس فى موقع يمكنه من التأثير بشكلٍ مماثل على الأنشطة الإقليمية الإيرانية وربما لن يكون فى مثل هذا الموقع وسيستمر الحرس الثورى وفيلق القدس التابع له فى تشكيل السياسة الإقليمية، على غرار الخطوط التى يحدّدها المرشد الأعلى خامنئى.
وقال كرمى إن روحانى ليس إصلاحيا ولا يسعى للتوصل إلى حل سلمى لجميع المشاكل الإقليمية، فهو يدعم تعزيز بناء ترسانة الصواريخ الإيرانية ويرى أن ثمة مزايا فى إبراز القوة عبر وكلاء فى المنطقة ومن خلال مقاومة الولايات المتحدة وحلفائها. وفى حين يعتبر المتشددون، ولاسيما قاسم سليمانى، أن المقاومة هى كل شيء تقريبا، إلا أن الأنشطة الإقليمية الإيرانية مهمة بالنسبة لروحانى فقط إلى درجة كونها تعرض المصالح الأساسية الإيرانية للخطر.
واختتم الباحث ورقته بالقول: "يمكن إقناع روحانى باستخدام سلطته لإعاقة خطط الحرس الثورى، إذا كان يعتقد أنها تشكل خطراً حقيقياً على جدول أعماله، ويمكن لمثل هذا الخطر، على سبيل المثال، أن يكون نتيجة سياسة أمريكية أكثر حزماً تشمل التهديد بفرض عقوبات جديدة ردا على السلوك الإيرانى الخبيث واستخدام القوة ضد إيران أو شبكتها بالوكالة ردا على الإجراءات الإيرانية، وقد لا يردع ذلك إيران، ولكنه قد يضع عقبات أمام المسؤولين الإيرانيين الملتزمين بزعزعة استقرار المنطقة".