قال الخبير فى الشئون التركية بـ"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" سونر شاجابتاى "إن تركيا الآن أكثر استبدادية واقل ديموقراطية" بعد عام من تحركات الجيش.
وأضاف شاجابتاى فى حديث مع الاذاعة العامة الوطنية الأمريكية (ان بى أر) أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان استغل سلطاته التى حصل عليها عقب محاولة تحركات الجيش،وحالة الطوارئ التى اعلنها فى البلاد لملاحقة معارضيه، مما أثار السخط ضده ليس فقط بين صفوف اعضاء حركة رجل الدين المعارض فتح الله جولن الذى اتهمه أردوغان بأنه كان وراء محاولة تحركات الجيش، ولكن أيضا بين الليبرايين واليساريين والاكراد.
وقال الباحث صاحب كتاب " السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة" أن هناك جانبا مظلما فى نظام حكم اردوغان اذ أنه مارس أساليب قمعية ضد المعارضة التركية وقلص المؤسسات الديموقراطية وزاد من حالة الاستقطاب داخل البلاد.
وأشار إلى أن المشكلة هى أنه فى الوقت الذى يرضى فيه نصف الاتراك عن أردوغان، فان النصف الآخر الساخط على نظامه من الصعب السيطرة عليه. وتابع قائلا :إن أردوغان لا يستطيع مواصلة حكم تركيا بالطريقة التى تعجبه وذلك لان الخطوات التى يتخذها تبدو وكأنه يضع حدا للديموقراطية فى تركيا، فعلى سبيل المثال، أعلن أردوغان فرض حالة الطوارئ بعد محاولة تحركات الجيش لأجل غير مسمى حتى يتم استباب السلام والرخاء فى تركيا، لكن كيف يمكن قياس السلام والرفاهية؟.
وأضاف "هذا قد يعنى فرض حالة الطوارئ بصورة دائمة وهو الأمر الذى يرفضه ملايين الاتراك الذين يعارضون اردوغان.. وكان قد تم اعتقال اكثر من 50 الفا من الصحفيين والأكاديميين وضباط الجيش والشرطة والقضاة وفصل نحو مائتى ألف آخرين من العاملين بمؤسسات الدولة وإغلاق نحو 150 مؤسسة اعلامية وصحفية".
وكانت الخارجية الأمريكية قد أدانت بشدة أمس الثلاثاء، اعتقال السلطات التركية ستة من النشطاء الحقوقيين بمن فى ذلك المديرة المحلية لمنظمة العفو الدولية وعدد من الموطنين الأجانب، ودعت إلى الافراج الفورى عنهم .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثير نوريت فى تصريحات صحفية أن مثل هذه الاعتقالات بدون ادلة دامغة أو الالتزام بالشفافية تقوض نظام القانون فى تركيا والتزام انقرة باحترام حقوق الافراد. وطالبت السلطات التركية بإسقاط التهم عن المعتقلين وإطلاق سراحهم فورا وإلغاء بنود حالة الطوارئ التى تسمح بعمليات الاعتقال العشوائية.