داعش تقدم نسخة ملتوية من مبدأ تمكين المرأة للأوروبيات لتجنيدهم، والمعضلة التى تواجه الباحثين فى أوروبا والغرب عامة الآن هى الأسباب وراء انضمام عدد كبير من الأوروبيين إلى داعش، بل ويفوق عددهم عدد الجنسيات الأخرى من المنضمين.
وفى هذا الشأن نشرت الإندبندنت البريطانية تقريراً حديثاً للمعهد الملكى للدراسات الأمنية حول الأسباب التى دفعت مئات الأوروبيات على وجه التحديد للانضمام إلى داعش معقدة للغاية، ولكن أهمها: النسوية شديدة التطرف فى الغرب، بجانب أسباب أخرى.
وقالت إميلي وينتيربوثام للصحيفة، وهى الكاتبة المشاركة في التقرير، إن استخدام مصطلح "عروس الجهاد" لوصف جميع أعضاء داعش الإناث كان "مختزلاً"، وأضافت ان وسائل الإعلام الغربية تخيل للرأى العام أن النساء تم استدراجهم إلى داعش من قبل الرجال بحجة الزواج والاندماج فى مجتمع جديد ومثير، ولكن المنضمات إلى داعش لديهن مبررات أخرى".
واستطردت وينتيربوثام قائلة إن النساء فعلاً يتم استدراجهن بالرومانسية وعروض الزواج وتقديم فرص الدخول فى مغامرات جديدة فى سوريا والعراق، ولكن النساء التى تنضم إلى داعش ترى فى التنظيم فرصة "للتمكين"، وفرصة لتحدى التقاليد الغربية والمعايير الجنسية المفروضة فى الغرب.
بينما ركز التقرير على أن عامل الفقر وغياب الإحساس بالانتماء وفشل الحكومات الغربية فى دمج هؤلاء فى المجتمع هى أهم العوامل والأسباب وراء انضمام عدد كبير من الأوروبيين لداعش، حسب الصحيفة.
وذكر التقرير أن عدد النساء الأجنبيات اللواتي يعشن في داعش غير مؤكد، ويقدر تقرير عام 2014 أن 18 % من جميع أعضاء داعش الأوروبيين من الإناث، ويعتقد الآن أن العدد الإجمالي يزيد على 550 سيدة.
ويرى مراقبون أن أهم الأسباب وراء انضمام عدد كبير من الأوروبيين والأوربيات إلى داعش هو غياب برنامج واضح لإعادة تأهيل المرضى النفسيين من الشباب المراهقين وتقديم التسهيلات لهم التى تعيد اندماجهم فى المجتمع فى معظم الدول الأوروبية، وبهذا يصبحون فريسة سهلة للاستقطاب من قبل داعش.