نفى مصدر بالجيش الصينى تقارير إعلامية غربية حول أن الصين وافقت على سحب قواتها مسافة 100 متر فى منطقة الشريط الحدودى مع الهند، ووصفت تلك التقارير بأنها "غير منطقية".
كانت تقارير إخبارية قد ذكرت أول أمس الثلاثاء حول الأزمة الراهنة بين الصين والهند إن الصين لم ترد على اقتراح للهند، خلال محادثات دبلوماسية جرت بين الجانبين خلف الكواليس، بأن تحرك قواتها إلى الوراء مسافة 250 مترا وعرضت بدلا من ذلك تحريك القوات لمسافة 100 متر فقط.
وقال المصدر العسكرى الصينى لصحيفة جلوبال تايمز الصينية الرسمية إن المعلومات التى وردت فى التقارير غير صحيحة.
وأضاف المصدر، الذى لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن الصين أكدت مجددا موقفها؛ وهو أنه يتعين على نيودلهى سحب قواتها دون قيد أو شرط إلى الجانب الهندى من الحدود.
وأوضحت أنها غير مستعدة لأن تتفاوض على شروط انسحاب القوات الهندية.
وأشار المصدر إلى أنه لا يوجد [فى الصين] أحد يستطيع أن يعطى لنفسه الحق فى انتهاك الموقف الصينى المعلن لتقديم تنازلات للهند.
وأعرب عن اعتقاده بأن التقارير استقت المعلومات المضللة التى نشرتها من نيودلهي.
ودعا المسئول الصينى الهند إلى أن تتخلى عن أى وهم بأن بإمكانها أن تطيل من وقت الأزمة لفرض التغييرات التى تريدها على المنطقة الحدودية.
وأكد أن حيلها لن تنطلى على أحد، ولن تزعزع من تصميم الصين على موقفها.
كانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت فى بيان رسمى أصدرته أمس الأربعاء أن هناك نحو 53 من القوات الهندية وجرافة موجودين فى الناحية الصينية من الشريط الحدودى منذ يوم الاثنين الماضي.
وجددت الوزارة مطالب الصين للهند بسحب قواتها ومعداتها.
ويمثل هذا الرقم الموجود فى البيان الرسمى للخارجية الصينية زيادة طفيفة عن نهاية الشهر الماضى عندما ذكر أن هناك 40 جنديا هنديا موجودين فى الأراضى الصينية بالقرب من موقع الصراع بين البلدين فى منطقة هضبة دونغ لانغ (دوكلام) التى لا تعد جزء من الأراضى الهندية، و إن كان جزء منها يقع ضمن مملكة بوتان، التى تربطها بالهند اتفاقية أمنية.
تجدر الإشارة إلى أن النزاع الذى أثاره مشروع بناء الصين لطريق فى هضبة دوكلام فى الهيمالايا عند الحدود التى تفصل بينها وبين الهند وبوتان مازال جاريا منذ يوم 18 يونيو الماضى عندما دفعت الهند بأكثر من 270 من قوات حرس الحدود للمنطقة لوقف البناء ومن وقتها والجانبان يتبادلان الاتهامات بتصعيد الموقف.
وتعتبر هذه المواجهة أطول نزاع قائم بين البلدين منذ الحرب التى دارت بينهما فى عام 1962.