قال سياح بريطانيون يقضون عطلاتهم فى إحدى جزر البحر الكاريبى التى ضربها إعصار "إرما"، إنهم تُركوا يتضورون جوعا فى الجزيرة، بعدما رفضت طائرات الإنقاذ الفرنسية اصطحابهم باعتبارهم "لاجئين".
وغادرت طائرات الإنقاذ الفرنسية جزيرة سان مارتان، وهى إحدى أكثر الجزر المضارة بالإعصار، دون اصطحاب البريطانيين العالقين هناك رغم إقلاعها ونصف مقاعدها خال، لأنها ليس مصرح لها بنقل "لاجئين" من المملكة المتحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، اليوم الإثنين.
وقالت الصحيفة إن حالة من الغضب تتصاعد بسبب التصرف "المخزي" من جانب الحكومة البريطانية تجاه إعصار "إرما"، الذى ضرب جزب الكاريبى قبل أيام محدثا دمارا هائلا وخسائر فى الأرواح قبل أن يتجه صوب كوبا والولايات المتحدة.
وقالت عائلات البريطانيين العالقين على إحدى هذه الجزر إنه لم تكن هناك أية معلومات أو مساعدة من جانب الحكومة، على الرغم من حالة الفوضى المتزايدة هناك ونفاد مخزونهم من الغذاء والمياه.
ونقلت "التليجراف" عن روس وليزلى ماكئيوان (وهم من البريطانيين الذين علقوا فى سان مارتان)، قولهم إنهم كانوا يصطفون فى المطار كل يوم فى سان مارتان كما طلبت منهم السلطات، لكن يتم إخبارهم بعد ساعات طويلة بأن "لا أحد يريد أن يأخذنا".
وكان الزوجان الستينيان يقضيان عطلة فى الجزء الهولندى من الجزيرة، والواقع فى جنوب الجزء الشمالى التابع لفرنسا، سان مارتان.
وقالت ابنتهما كريستى شيبرد: "لم تكن هناك كهرباء، لا مياه جارية، لا مراحيض، والغذاء والماء محدودان للغاية، أُخبرونا أولا أن هناك ما يكفى لـ3 أيام ونحن فى اليوم الخامس الآن.. إنهم فقط يحاولون الخروج من الجزيرة والاصطفاف فى المطار، حيث يوجد القليل جدا من المأوى من الساعة 5:30 صباحا إلى الساعة 8:00 مساء".
وتابعت "التليجراف": "لم تكن الرحلات التجارية قادرة على الهبوط، لكن كان هناك بصيص من الأمل يوم الأحد عندما أُخبروا بأنه سيكون هناك مكان لهم على رحلة إجلاء فرنسية".
لكن شيبرد تلقت رسالة من والدتها تخبرها فيها بأن "الفرنسيون أقلعوا وثلاثة أرباع الطائرة خالية لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على تصريح للاجئين".. موضحة أن أعمال شغب اندلعت فى المطار مع تزايد الانفعالات من جانب العالقين هناك.
وتابعت شيبرد "لا يزالون يخبَرون بأن وزارة الخارجية فى المملكة المتحدة لم تتصل بأى أحد على الجزيرة ولذلك فليست هناك خطط لإجلاء البريطانيين".
ووفقا لما نقلت "التليجراف" عن عالقين على الجزيرة، فإن المواطنين الهولنديين والأمريكيين والكنديين تم إجلاؤهم من الجزيرة، فيما لا يزال نحو 100 أوروبى عالقين، من بينهم 20 بريطانيا، بالإضافة إلى مواطنين ألمان وإيطاليين.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون إن الانتقادات الموجهة للحكومة البريطانية فى هذا الشأن "غير مبررة تماما".. مضيفا "فى سان مارتان، وهى هولندية، دعونا لا ننسى أننا نجلى الناس وفقا لحاجاتهم الطبية، وبعض البريطانيين تم إجلاؤهم بالفعل، نحن على اتصال مستمر مع الهولنديين أو الفرنسيين، نحن حقا لا نريد لمزيد من الناس الذهاب إلى الجزيرة بينما هى منطقة كارثة".