فى قرية شيموكابو، الواقعة بجزيرة هوكايدو، بشمال اليابان، والتى يوجد بها منتجع شهير للتزلج على الجليد، من المقرر أن يعيد السكان فتح محطة البنزين الوحيدة فى المنطقة التى أُغلقت قبل أربع سنوات بسبب تراجع المبيعات.
وهذه قصة متكررة فى اليابان، حيث تراجع الطلب على النفط بواقع الثلث تقريبا منذ عام 2000 بسبب انخفاض عدد السكان وتراجع مبيعات السيارات الجديدة أيضا بواقع الثلث منذ 1990.
وبسبب تراجع الطلب انخفض عدد محطات البنزين، التى تبيع أيضا وقود التدفئة خلال الشتاء، إلى النصف إلى 31 ألف محطة فى شتى أنحاء اليابان بعد وصوله إلى الذروة فى 1995، وأدى هذا إلى جعل كثيرين وخاصة كبار السن فى المناطق النائية بعيدين جدا عن أقرب محطة بنزين لتزويد سياراتهم بالوقود.
ولدى نحو 15% من القرى والبلدات والمدن فى ثالث أكبر اقتصاد فى العالم ثلاث محطات بنزين أو أقل، وحثت وزارة التجارة الحكومات المحلية على بذل المزيد لإبقاء تلك المحطات المهمة مفتوحة، وعلى الرغم من أن معظم محطات البنزين التى أُغلقت خاوية فقد حول بعضها نشاطه وأصبحت الآن متاجر ومقاه ومغاسل.
ووسط اتجاه عام لتراجع عدد السكان والذى يتسارع فى المناطق النائية بشكل أكبر فى اليابان، قامت الحكومات المحلية على نحو متزايد بدور فعال فى شراء المحطات المغلقة وتقديم دعم لاستمرارها مفتوحة، ولكن فى بعض المناطق الريفية يقود المسنون حملة الإنقاذ فى الوقت الذى تنتقل فيه الأجيال الأصغر سنا إلى المدن بحثا عن العمل.
وقال ميتسوهيكو هيراكوا، رئيس منطقة تومامو، التى تستضيف منتجع التزلج، إن "أقرب محطة بنزين فى البلدة التالية تبعد نحو 30 كيلومترا، ونقص محطات البنزين أمر غاية فى الإزعاج"، مضيفًا أن استطلاعا محليا أظهر أن السكان يعتبرون عدم وجود محطة بنزين ثانى أكبر سبب لشعورهم بالسخط مما دفع الحكومة المحلية للتدخل وشراء المحطة المغلقة التى من المقرر أن يعاد فتحها الشهر المقبل.
وتقول وزارة الصناعة، إن المجتمعات المحلية فيما لا يقل عن 12 قرية أخرى تولت إدارة محطات البنزين المغلقة بسبب تراجع المبيعات وعدم وجود من يديرها وتكاليف تغيير صهاريج الوقود المتهالكة الموجودة تحت الأرض.
وأصبحت هذه المشكلة حادة إلى درجة أن الحكومة المركزية خصصت عشرات الملايين من الدولارات سنويا لدعم تجديد محطات البنزين فى القرى. وحتى فى المناطق الغربية التى يغلب عليها الطابع الريفى بالعاصمة طوكيو يتعين على بعض الناس قطع مسافة تزيد عن 15 كيلومترا لتزويد سياراتهم بالوقود.
ويقول يوشيكازو جوتو، وهو مسئول آخر بقرية شيموكابو، إن التحول إلى السيارات الكهربائية غير مفيد حتى الآن لأن المسافة التى تقطعها هذه السيارات مازالت محدودة ومرتبطة بشحنها، فيما تقول وزارة الصناعة اليابانية، إنه لا يوجد فى اليابان سوى سبعة آلاف محطة فقط للشحن السريع للسيارات الكهربائية.
وقال ياسوشى كيمورا، رئيس اتحاد مصافى النفط فى اليابان، إن أحد الحلول هو الجمع بين خدمات التزود بالوقود ومتاجر تبيع سلع منزلية أخرى، مضيفًا أن تراجع عدد محطات البنزين أمر حتمى إلى حد ما مادام الطلب على النفط بما فى ذلك البنزين يواصل التراجع.
وتابع "نحتاج إلى التفكير فى كيفية جعل محطات البنزين تبقى فى المجتمع بجعلها جزءا من متجر للسلع على سبيل المثال".