تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن مأساة مسلمى الروهينجا، ونقلت عن عدد من القرويين الذين فروا من قراهم قولهم إن جنود بورما أطلقوا الرصاص على السكان الفارين فقتلوا بعضهم وأصابوا البعض الآخر.
وقال محمد روشيد مزارع الأرز الذى كان يهرب مع زوجته وأبنائه ووالده البالغ 80 عاما، أن والده الذى كان يتوكأ على عصا وسقط، رأى جندى يقوم بذبحه، وعندما حاول العودة له منعه الناس بسبب وجود الجيش. ويقول روشيد إن الأمر الأكثر حزنا له فى حياته أنه لم يستطع أن يفعل شيئا لوالده.
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية التطهير التى يقوم بها الجيش البورمى فى قرية ماونج نو وعشرات القرى الأخرى التى تقطنها أقلية الروهينجا العرقية قد تسببت فى نزوح 400 ألف من اللاجئين إلى بنجلاديش، فيما وصفته منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالتطهير العرقى.
ومن المتوقع أن يزيد عدد اللاجئين فى الأيام القادمة، وقد فاق عدد القادمين الجدد الذين يحملون أمتعتهم وبعضهم حافى القدمين فى الطين العميق المعسكر الموجود، وتم وضعهم فى ملاجئ مؤقتة. بينما جلس آخرون فى الطرقات يقاتلون الحشود مع تقديم المتطوعين على حافلات المساعدات الكبيرة لأكياس الأرز وزجاجات المياه.
وتقول الجماعات الحقوقية، إن الأمر سيستغرق أشهر وربما سنوات من أجل تحديد للدمار الذى يهرب منه اللاجئين. وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية حرائق واسعة، وذكر شهود أن الجنود كانوا يقتلون المدنيين وقالت الحكومة البورمية إن 176 من قرى الروهينجا خالية.
وروى حوالى 12 من القرويين من قرية ماونج نوو الذين فروا تفاصيل ساعاتهم الأخيرة فى منازلهم والرحلة الطويلة التى أعقبتها. وقدرت منظمات حقوقية عدد القتلى فى تلك القرية وثلاثة من القرى المجاروة بـ 150 شخص.
وقال سوين وين، إنه لا يستطيع تذكر عدد القتلى، لكنهم شاهدوا ما فعله الجيش،و لقد قاموا بذبحهم واحدا تلو الآخر، وتدفق الدم فى الشوارع.