حذرت فرنسا، من تفكك سوريا، ودعت إلى اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين هذا الأسبوع، بنيويورك، لمحاولة تشكيل مجموعة اتصال للدفع نحو حل سياسى.
وقال وزير الخارجية الفرنسى، جون ايف لودريان - فى مؤتمر صحفى عقده اليوم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة - إن الخطر الأكبر هو أن يتحدد مستقبل سوريا من خلال المواقف العسكرية للبعض، محذرا من التشرذم ومن الخطر الإرهابى.
ودعا لودريان، إلى بدء عملية سياسية والتخلى عن الطرق التى لم تسمح منذ 2011 بالتوصل إلى حل، مضيفا أن فرنسا لهذا السبب تأمل فى تشكيل مجموعة اتصال من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولى وتشرك الأطراف الأساسية فى النزاع، مشيرا الى أنه سيتم مناقشة إنشاء هذه المجموعة خلال اجتماع وزارى لمجلس الأمن الخميس المقبل بنيويورك.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن المشكلة فى تشكيل مجموعة الاتصال التى أعلن عنها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى يوليو الماضى، ترجع إلى عدم تحمس الولايات المتحدة لإيجاد حل سياسى فى سوريا ورفضها فتح حوار فى هذا الشأن مع إيران.
يشار إلى أنه منذ اندلاع النزاع فى سوريا فى 2011 ، تم تشكيل مجموعات مختلفة لمحاولة تسوية الأزمة كان آخرها المجموعة الدولية لدعم سوريا التى ظهرت فى 2015 وسمحت بتبنى خارطة طريق دولية لبدء حل سياسى.
وانهارت هذه المجموعة، التى تشكلت برئاسة الولايات المتحدة وروسيا وكانت تضم كل الأطراف المعنية بالأزمة، وذلك بعد استعادة النظام السورى لمدينة حلب وهو ما مثل نقلة لصالح دمشق وداعميها، كما أن المفاوضات السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة منذ عام 2016 بجنيف تحت رعاية الأمم المتحدة لم تحرز أى تقدم.
من ناحية أخرى، أطلقت الأطراف الأساسية فى النزاع وهى روسيا وإيران وتركيا ، التى تدعم المعارضة المسلحة، عملية تفاوضية فى آستانة عاصمة كازخستان، أفضت إلى تراجع العنف على الأرض، إلا أن هذه الأطراف لم تتطرق إلى عوائق سياسية أساسية مثل مصير الرئيس السورى بشار الأسد.