رفضت زعيمة ميانمار أونج سان سو كى تلميحا بأنها تتخذ موقفا "لينا" مع جيش بلادها الذى اتهمته الأمم المتحدة بالتطهير العرقى وقالت إن علاقتها مع القادة العسكريين طبيعية وهدفها إرساء المصالحة الوطنية.
واستنكرت سو كى أمس الثلاثاء انتهاكات حقوق الإنسان فى ولاية راخين التى أجبر الصراع فيها 421 ألفا من الروهينجا المسلمين على السعى للجوء إلى بنجلادش منذ الشهر الماضي، وأكدت أن المذنبين سيعاقبون.
إلا أنها فى أول كلمة لها للأمة بشأن الأزمة لم تتطرق إلى اتهامات الأمم المتحدة بارتكاب قوات الأمن تطهيرا عرقيا.
وقالت فى مقابلة مع إذاعة (فرى آسيا) ردا على سؤال عما إذا كان موقفها بات لينا حيال الجيش الذى تحدته على مدى سنوات خلال حملتها المطالبة بالديمقراطية "لم نغير موقفنا على الإطلاق".
وأضافت "كان هدفنا المصالحة الوطنية منذ البدايات الأولى. لم ننتقد الجيش نفسه قط، بل انتقدنا أفعاله. وربما نختلف على هذه الأنواع من الأفعال".
وتابعت "سنستمر فى إدخال تغييرات داخل البرلمان. وقفت بقوة مع الجيش من قبل، وما زلت أفعل الآن".
ولم تتطرق كذلك إلى الاتهامات بأن الجيش ينفذ حملة تطهير عرقي.
وعلى مدى سنوات ظل الغرب يبجل سو كى، وهى ابنة بطل استقلال ميانمار الذى أسس الجيش، باعتبارها حاملة شعلة الديمقراطية خلال سنوات الحكم العسكرى وإقامتها الجبرية بالمنزل.
لكن سو كى الحائزة على جائزة نوبل للسلام تواجه انتقادا متزايدا لإحجامها عن التطرق إلى مسألة الانتهاكات التى يواجهها الروهينجا.
واستنكرت سو كى انتهاكات الحقوق بكافة أشكالها وقالت إنها ملتزمة باستعادة السلام وحكم القانون.
وعن عودة اللاجئين قالت سو كى إن ميانمار مستعدة لبدء عملية التثبت من الهويات بموجب اتفاق أبرمته مع بنجلادش عام 1993 وإن السلطات ستقبل "اللاجئين من هذا البلد دون أى مشكلة".
وذكرت أيضا أن بإمكان الدبلوماسيين زيارة منطقة الصراع.
وفى اتصال هاتفى معها رحب وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون بالتزام ميانمار بالسماح بعودة اللاجئين وحثها على تسهيل وصول المساعدات إلى المتضررين من أعمال العنف والتعامل مع مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان "المقلقة بشدة".
ومن المقرر أن يصل باتريك ميرفى نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى إلى ميانمار هذا الأسبوع. وسيزور مدينة سيتوى عاصمة ولاية راخين للقاء مسؤولين حكوميين وممثلين عن المجتمعات المختلفة لكنه لن يتوجه إلى منطقة الصراع.