نشرت صحيفة "صوت أمريكا" تقريراً عن احتمال عودة مقاتلين تنظيم داعش الإرهابى إلى مواطنهم الأصلية فى آسيا الوسطى، بعد انتصار جيوش كل من سوريا والعراق على التنظيم فى معاقلهم فى الرافدين.
كما رصدت الصحيفة الأمريكية مخاوف موسكو من عودة المقاتلين من دول آسيا الوسطى إلى ديارهم، مما قد يتسبب فى الخلل بالاستقرار بالمنطقة، ويشكل تهديداً مباشراً للأمن القومى الروسى.
وقال توماس لينتش للصحيفة، وهو باحث فى جامعة الدفاع الوطنى بواشنطن إنه يرى أن "عودو المقاتلين إلى ديارهم بآسيا الوسطى أمر شبه مستحيل، لأن المقاتلين خرجوا من ديارهم بهدف الخروج منها إلى الأبد، ولايريدون العودة إلى هناك".
وقال ستيفن بلانك، وهو باحث فى الشئوون الروسية فى المعهد الامريكى لدراسات السياسة الخارجية، إن هناك صعوبة لهؤلاء المقاتلين فى الرجوع إلى القتال فى مناطق قريبة من روسيا.
وتعد آسيا الوسطى ثالث أكبر مصدر للمقاتلين الأجانب لتنظيم داعش الإرهابى وجبهة النصرة والجماعات الإرهابية الأخرى فى العراق وسوريا.
ويذكر أن أكثر من 4 الأف مقاتل من آسيا الوسطى قد انضموا إلى الصراع فى العراق وسوريا منذ عام 2012، من خلال جماعاتهم أو من خلال عمليات "الذئاب المنفردة".
ولكن لا يستبعد المحللون إمكانية شن عمليات إرهابية على نهج "الذئاب المنفردة" .
وقال نوح تاكر، وهو خبير فى شئون آسيا الوسطى إنه يعتقد أن عناصر من داعش ستنتقل من سوريا باحثة عن حروب فى مناطق أخرى من العالم.
وأضاف "انهم يميلون إلى ايجاد حرب اخرى للقتال بدلا من العودة إلى ديارهم ومحاولة بدء عمل جديد من الصفر فى بلد لم يعد حقا وطنهم". وأصبح عليهم أن "يذهبوا إلى مكان يقوم فيه شخص ما بتجهيزهم وتقديمهم لهم ودعمهم للقتال فى وحدة أكبر، وأن أى منظمة من هذه المنظمات لا تظهر أى مصلحة حقيقية للقيام بذلك فى آسيا الوسطى".
كما أضاف تاكر، أن المقاتلين الذين انشقوا عن داعش توجهو إلى سفاراتهم فى تركيا للرجوع إلى بلادهم، والبعض الأخر خائف من تسليم نفسه، ويبقون عالقين فى تركيا.
وقال تاكر "أن المقاتلين العرب المتراجعين فى سوريا والعراق قادرون على الاختفاء والجمع بين السكأن الا أن المجندين فى آسيا الوسطى لا يحصلون على هذا الخيار وأن خيارهم الوحيد هو القتال حتى الموت".
ففى هذه المرحلة من الصراع يواجه المقاتلون الأجانب طريقا مسدودا وهم إما يموتون فى ساحات القتال او يتم دفعهم لتنفيذ هجمات انتحارية، كما أن تنظيم داعش الإرهابى لا يسمح للمقاتلين الأجانب بالمغادرة.