على الرغم من معاناة الغالبية العظمى من المسلمين الذين يعيشون فى أوروبا وشعورهم بالتمييز ضدهم خاصة عند البحث عن عمل ، إلا أن شعورهم قوى بالانتماء إلى بلد إقامتهم الأوروبى، وهذا ما كشفته دراسة أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبى للحقوق الأساسية "فرا" .
ووفقا لصحيفة "الدياريو" الإسبانية فإن الدراسة أكدت أن 76% من المسلمين فى 15 بلدا أوروبيا ينتمون للبلد التى يعيشون فيها ، فى حين أن 31% يقولون أنهم يتعرضون للتمييز عند البحث عن عمل، وأكدت الوكالة الأوروبية فى تقريرها الثانى أنه منذ 2009 وحتى الآن فإن الغالبية العظمى من المسلمين لديهم ثقة كبيرة فى المؤسسات الديمقراطية التى يعيشون بها.
ويتضمن التقرير المتعلق بالأقليات والتمييز بالاتحاد الأوروبى دراسات استقصائية لأكثر من 52500 مهاجر من مختلف الأقليات، وقال مدير الوكالة مايكل أوفلايرتى "من السخرية تماما القول بأن المسلمين لا يندمجون فى مجتمعاتنا، والعكس هو الصحيح، فنحن نجد أن ثقتهم فى المؤسسات الديمقراطية أكبر مما هى عليه فى جزء كبير من السكان بشكل عام، ومع ذلك، فإن التمييز والكراهية جريمة يمنع إدراجها ويقلل من قدرتهم على العثورعلى عمل، والتى يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة".
وأشار التقرير إلى أن 27% من المسلمين خاصة المسلمات ، و2% يتعرضون لاعتداءات عنصرية، وبالتالى، فإن معظم المتضررين لا يزالون لم يبلغوا عن إدانة حوادث التمييز التى يعانون منها، وذلك لأنهم يرون أنه لن يحدث تغييرا.
وبشكل عام ، فقال التقرير إن قبول المسلمين بين السكان الأوروبيين منخفض للغاية، وذلك لأن واحدا من كل 5 أشخاص لا يرغب فى أن يكون لديه جار يعتنق الدين الاسلامى، مشيرا إلى أن قبرص تعتبر البلد الأكثر ترددا للمسلمين ، تليها النمسا ومالطا بنسبة 31%، أما على الجانب الآخر فتوجد فرنسا بنسبة 7% والمملكة المتحدة 12% وتحتل إسبانيا المرتبة الثالثة على أنها الأكثر تسامحا بنسبة 13%.
وفقا لبيانات يوروباروميتر، 71٪ من سكان الاتحاد الأوروبي يقولون إنهم ليس لديهم مشاكل إذا كان أحد زملائهم من المسلمين، وهى نسبة أقل من لو كانوا بوذيين (81٪)، واليهود (84٪)، والملحدين (87٪).