أشادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بقرار يسمح للسيدات المسلمات، الزواج من الرجال ممن ليسوا على دينهن، بعد الجدل الذى دار فى الأسابيع الأخيرة حول المسألة بين رجال الدين والحقوقيين.
ورأت الصحيفة فى تقرير لها نشرته من خلال موقعها على الإنترنت أمس الجمعة أن سماح بلد عربى بزواج المرأة المسلمة من رجل غير المسلم خبر سار، منوهة إلى أن تونس بهذا الأمر تصبح البلد العربى والإسلامى الوحيد الذى يسمح للمسلمات بالزواج من غير المسلمين.
وأضافت الصحيفة أن تونس على هذا المنحى ضربت بقرون من التقاليد عرض الحائط، وكسبت تأييد جماعات حقوق الإنسان، والناشطين فى جميع أنحاء العالم.
ونوهت الصحيفة إلى أن هذا الإجراء يعد مثالا آخر على استثنائية تونس، باعتبارها البلد الذى بدأ مظاهرات الربيع العربى المؤيدة للديمقراطية التى اجتاحت الشرق الأوسط، حيث لم يتحول النضال من أجل الديمقراطية إلى حرب أو اضطرابات أو انقلابات عسكرية أو قمع أكبر.
ولفتت الصحيفة فى تقريرها إلى إقرار البرلمان التونسى قانون المصالحة الذى يسعى إلى حماية موظفى الخدمة المدنية من النظام القديم من الملاحقة القضائية فى إطار لجنة الحقيقة والكرامة فى البلاد التى تعالج إرث الدكتاتورية الوحشية لزين العابدين بن على الذى سقط فى عام 2011، وهو أمر لم يلحظه إلا قليل بالرغم من أنه تم فى اليوم السابق لقرار تزويج المسلمة من غير المسلم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين يخشون فى الواقع من أن تتعرض التجربة الديمقراطية التونسية للتهديد عن طريق الثورة المضادة، حيث يتم التصويت على عدد متزايد من المسئولين من فترة بن على، بمن فيهم الرئيس وكثيرون فى الحكومة الجديدة، فى السلطة من قبل ناخبين متعبين من الشعور بالضيق الاقتصادى، والعنف والإرهاب.