شارك الحزب الاشتراكى الديمقراطى - الذى يتزعمه "مارتن شولتز" فى الانتخابات التشريعية الألمانية الجارية - فى 3 ائتلافات كبرى لتشكيل الحكومة الألمانية، منذ الحرب العالمية الثانية، وانضم الحزب الاشتراكى، لائتلافين من أصل ثلاثة، مع خصمه، الحزب المسيحى الديمقراطى - الذى تترأسه أنجيلا ميركل - فى الفترة من عام 2005 إلى 2009، ثم منذ عام 2013.
وفى الانتخابات التشريعية الجارية، اليوم، فى ألمانيا، يترتب على الحزب الاشتراكى الديمقراطى، أن يحسم موقفه ما بين الحكم والمعارضة، فالحزب الأقدم فى ألمانيا، الذى أنشئ عام 1863، يشهد أزمة استراتيجية وهوية فى آن، بعدما عجز عن نقل انتقاداته لسياسات ميركل، وهو فى موقع "الشريك الصغير"، فى حكومة المحافظين.
ويرفع الحزب الاشتراكى الديمقراطى، أيدلوجية الديمقراطية الاجتماعية، وهى أيديولوجية سياسية، دعت إلى انتقال سلمى وتطورى من الرأسمالية إلى الاشتراكية باستخدام عمليات سياسية ثابتة على النقيض من النهج الثورى فى التحول المرتبط بالماركسية الأرثوذكسية، واللافت للنظر فى تاريخ الحزب، أنه خسر جزءا من قاعدته الشعبية بعد إقرار إصلاح لسوق العمل والمساعدات الاجتماعية بين 2003 و2005، فى انعطافة اعتُبرت مع ذلك مصدرا للازدهار الاقتصادى الذى ينسب إلى المستشارة الألمانية الحالية.
ويترأس الحزب الاشتراكى، حالياً، مارتن شولتز، الذى لديه أمال كبيرة للفوز بالمستشارية الألمانية، كمرشح للحزب الاشتراكى الديمقراطى، فباشر حملته بحماسة فى مواجهة ميركل، المتربعة فى السلطة منذ ثلاث ولايات، والمرشحة لولاية رابعة، ورغم ذلك، لا يزال "شولتز"، مؤمنا بامكانية فوزه، ويرى فى مسيرته غير المنتظمة والمفاجئة بالنسبة إلى مسئول سياسى بهذا المستوى، وفى المحن التى تغلب عليها، أدلة على صفاته كمناضل و"رجل منبثق من الشعب"، فى مواجهة ميركل.
وفيما يلى ننشر أبرز المعلومات عن مارتن شولتز، وحزبه الاشتراكى الاجتماعى:
ولد شولتز، فى 20 ديسمبر 1955، فى إشفايلر القريبة من مدينة آخن، غرب البلاد.
ترك مارتن شولتز، المدرسة من دون نيل شهادة ليصبح فى نهاية المطاف رئيسا للبرلمان الأوروبى، بصورة غير مألوفة للنخبة الأوروبية.
مارتن شولتز مدمن كحول سابق.
كان شولتز، مولع بكرة القدم، ومن أشد مشجعى فريق كولن.
كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا، قبل أن تتحطم آماله بإصابة فى ركبته.
شدة حزنه وراء إدمانه الكحول، وقال "فى العشرين من عمرى كنت الشاب الأكثر جنونا فى كل ألمانيا، والأسوأ كان الشعور بالفشل الذى كان يلازمنى يوميا فى ذلك الحين".
تلقى "شولتز" تدريبا على إدارة مكتبة ما أعاده إلى الطريق الصحيح، فكرس نفسه طوال 11 عاما لإدارة مكتبته الخاصة فى فورسالن بضاحية آخن.
انخراط "شولتز" فى العمل السياسى فى جهاز الحزب الاشتراكى الديمقراطى المحلى.
عام 2000، أصبح "شولتز"، زعيم كتلة النواب الأوروبيين للحزب الاشتراكى الديمقراطى.
عام 2004 انتخب شولتز، رئيسا لمجموعة الحزب الاشتراكى الأوروبى فى البرلمان الأوروبى، التكتل الذى يضم خصوصا النواب الألمان والفرنسيين والإيطاليين.
شولتز، متزوج منذ 30 عاما من منسقة حدائق وأب لولدين.
يتحدث "شولتز" 5 لغات تعلمها بنفسه.
توجه "شولتز" إلى أوروبا بسرعة فى وقت لم يكن هذا النوع من المسيرات السياسية يهمّ ألمانيا.
عام 1994، ربح "شولتز" الرهان وأصبح عضوا فى البرلمان الأوروبى لمدة 22 عاما.
يراهن "شولتز" على مسيرته الأوروبية كمؤهل للفوز بمنصب المستشارية الألمانية.