أظهرت النتائج الجزئية فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشيوخ التى جرت اليوم الأحد، فى فرنسا تقدم حزب "الجمهوريون" اليمينى على باقى الأحزاب، محافظاً على موقعه كقوة رئيسية داخل الغرفة العليا للبرلمان.
وكشفت النتائج الجزئية - التى أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية - حصول "الجمهوريون" على (149 مقعداً) يليه الحزب الاشتراكى وأنصاره (68 مقعداً) ثم الاتحاد الوسطى (48 مقعداً) وحزب "الجمهورية إلى الأمام" - التابع للرئيس إيمانويل ماكرون - (23 مقعداً).
وفيما يتعلق بحزب "الجبهة الوطنية" (يمين متطرف) الذى يشغل مقعدين فقط، فلم يحصد أى مقعد إضافي؛ إلا أنه سجل رقماً كبيراً فى عدد الأصوات.
كما حافظ جيرار لارشي، على مقعده فى منطقة "لى افلين"، ليفوز بولاية خامسة، وهو ما يرجح بقوة إعادة انتخابه على رأس مجلس الشيوخ.
ويعد هذا الاستحقاق أول نكسة انتخابية للرئيس إيمانويل ماكرون، إلا أنها لن تمنعه من تمرير مشروعات القوانين لأن مجلس النواب هو صاحب الكلمة الأخيرة ولكنها ستعرقل الإصلاحات الدستورية التى يسعى لإجراءها مثل خفض عدد البرلمانيين بمعدل الثلث والتى تتطلب تأييد ما لا يقل عن ثلاثة أخماس أعضاء غرفتى البرلمان.
وبحسب المراقبين، فقد وقف عائقان فى وجه المعسكر الرئاسى فى هذه الانتخابات: الأول هو النظام الانتخابى الذى يعتمد الاقتراع العام غير المباشر، وهو لا يعتبر مؤاتيا للرئيس؛ ففى حين قامت حركة "الجمهورية إلى الأمام" على أساس علاقة شبه مباشرة بين ماكرون والفرنسيين، فإن حق الاقتراع فى انتخابات مجلس الشيوخ يقتصر على "الناخبين الكبار" من برلمانيين ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس محلية وغيرهم.
والعقبة الثانية والأكبر هى أن الحكومة اتخذت فى الأسابيع الأخيرة قرارات عديدة انتقدها أعضاء المجالس المحلية بشدة، وبينها إلغاء 300 مليون يورو من مخصصات الإدارات المحلية وإعفاء معظم الأسر من الضريبة على المسكن وهى تمثل ثلث مداخيل البلديات الفرنسية، إضافة إلى تخفيض عدد الوظائف المدعومة.
وكانت فرنسا شهدت اليوم انتخابات التجديد النصفى بمجلس الشيوخ بفرنسا بمشاركة 1996 مرشحا يتنافسون على 171 مقعداً من إجمالى 348 فى 38 منطقة.
يذكر أن عدد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسى هو 348 يتم انتخابهم لولاية مدتها ست سنوات، و يشهد المجلس انتخابات تجديد نصفى كل ثلاث سنوات بنظام الاقتراع العام غير المباشر (عبر تصويت للناخبين الكبار البالغ عددهم نحو 150 ألف) والذين أدلى نحو نصفهم بأصواتهم اليوم.