قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن الحكومة الأمريكية "كانت تعتقد" أنها قتلت المسلح الأسطورى "مختار بلمختار" فى ليبيا، لكنها الآن غير متأكدة من ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن مسئولين بقيادة العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية كانوا متيقنين من أنهم عثروا على الرجل الذى لا يمكن الإمساك به، وهو مختار بلمختار، المسلح الجزائرى الأسطورى الذى أفلت من الأسر فى شمال أفريقيا ومنطقة الساحل لعشرات السنين، وتحدى التقارير التى تحدثت عن موته ليواصل حملته من الاختطاف والهجمات.
لكن فى يونيو من العام الماضى، اعتقدت قيادة العمليات الخاصة، وهى الوحدة العسكرية المكلفة بملاحقة القاعدة أنه بلمختار فى مرماهم وهو يقوم برحلته إلى مزرعة خارج مدينة أجدابيا فى شرق ليبيا، حيث بدأت جماعة من المسلحين فى التجمع للقاء.
وكان المسئولون الأمريكيون فى حالة تأهب قصوى لعدة أيام، حيث اشتهر بلمختار ومساعدوه بالانضباط فى تجنب الاتصالات الإلكترونية والكشف عن تحركاتهم، إلا أن احدهم قد اخطأ. وعندما حلقت طائرات الإف 15 الأمريكية فى السماء وألقت بقنابل وزنها 500 رطل، قضت على المزرعة وقتلت خمسة مسلحين على الأقل. لكن بعد ثمانية اشهر لا يزال الجيش والمخابرات الأمريكية غير متأكدين مما إذا كان بلمختار قد قُتل بالفعل فى تلك العملية.
ويوضح النقاش الداخلى الذى أعقب تلك الضربة التحديات الخاصة بالهجمات المستهدفة فى مناطق ليس بها وجود عسكرى كبير، مثل ليبيا واليمن وسوريا وباكستان.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين الذى رفض الكشف عن هويته، قوله إنهم لم يستطيعوا أبدا تأكيد مقتل بلمختار. وتقول واشنطن بوست إنه مع استعداد أوباما لإنهاء فترته الرئاسية، فإن الشكوك تسلط الضوء على محدودية المعلومات الاستخباراتية التى أصبحت السمة المميزة لرده على تهديدات المسلحين فى الخارج.
فالنتائج غير الحاسمة، مثلما هو الحال فى قضية بلمختار، ربما تصبح أكثر شيوعا لو أن الرئيس القادم بنى على استراتيجية أوباما لمكافحة الإرهاب، والتى سعت للحد من انتشار القوات الأمريكية باستخدام غارات العمليات الخاصة والضربات الجوية لاستهداف عشرات الإرهابيين من جنوب آسيا وحتى أفريقيا فى السنوات الأخير.