سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على بعض مظاهر التعذيب داخل السجون الأمريكية، والتى تم الكشف عنها فى وثائق اضطرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون والسى أى إيه" إلى إزاحة السرية عنها.
وفى تحقيق موسع نشرته الصحيفة على موقعها الإلكترونى اليوم، الاثنين، تحت عنوان "داخل غرفة التعذيب بالمواقع الأسود للسى أى إيه"، قالت إنه فى أحد تلك السجون كان هناك 20 زنزانة كل منها عبارة عن صندوق أسمنتى. فى 16 منها كان السجناء مقيدون بحلقة معدنية فى الحائط. والأربعة زنازين الأخرى كانت مصممة للحرمان من النوم فيها ووقف السجناء مقيدين من الرسغ بحاجز فوق رؤوسهم.
وكان هؤلاء فى الزنازين العادية لديهم دلو من البلاستيك، بينما هؤلاء فى غرف الحرمان من النوم كانوا يرتدون حفاضات، وعندما لا تكون الحفاضات متاحة، يقوم السجناء باستخدم بديل "الشريط اللاصق" أو كان يتم تقييد السجناء عراة فى زنازينهم. ولم تكن الزنزانة مدفأة قاتمة ليلا ونهارا، مع وجود موسيقى طوال الوقت.
وفى يناير 2003 قال جون بروس جيسون لمحقق السى أى إيه أن الجو جيد جدا، عقب استجوابه سجينا يدعى جول عبد الرحمن فى المنشأة، وجيسون هو واحد من طبيبين نفسيين صمما برنامج تعذيب السى أى إيه الذى عرف باسم "أساليب الاستجواب" وأمضى 10 أيام فى السجن السرى الموجود قرب كابول فى نوفمبر 2002. وبعد خمسة أيام من مغادرته عثر على عبد الرحمن، متوفيا داخل زنزانته جراء انخفاض درجة حرارة الجسم.
وفى أغسطس الماضى، توصلت عائلة عبد الرحمن وسجينين آخرين نجيا من هذا الموقع الأسود إلى تسوية مع المحكمة فى قضيتهم ضد الطبيبين جيسون وجيمس مايكل. ورغم أنهما تجنبا محاكمة كانت لتكشف ما وقع فى السجن، إلا أن أغلب ما تمنى المدعون أن يتم الكشف عنه يمكن العثور عليه فى 274 وثيقة أجبر البنتاجون والسى أى إيه على كشف السرية عنها ونشرها قبل المحاكمة.