اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، الجمعة، بالمعركة بين شركة أبل للتكنولوجيا والحكومة الأمريكية، بعدما رفضت الشركة صاحبة الهاتف الذكى "ايفون" تنفيذ طلب فيدرالى بفتح الهاتف الخاص بأحد مطلقى النار فى حادث سان برنادينو بولاية كالفورنيا فى ديسمبر الماضى.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن تيم كوك، الرئيس التنفيذى لـ"أبل"، منح الشركة ضميرا اجتماعيا فى معركتها مع الولايات المتحدة، وأنه حولها إلى قلب القضايا القانونية والاجتماعية ، مثلما كشفت مواجهته الأخيرة مع المسئولون الفيدراليين بشأن مخاوف تتعلق بالخصوصية.
وفى افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن آبل محقة فى موقفها الرافض لفتح جهاز أيفون للمباحث الفيدرالية، حتى يتسنى لهم معرفة مزيد من المعلومات عن منفذى الحادث الإرهابى فى ولاية كاليفورنيا، وأضافت أنه حتى لو انتصرت الحكومة بإجبار أبل على فتح أحد الهواتف، فإن هذا لن يكون نهاية الأمر.
نفس الأمر ذهبت إليه صحيفة "واشنطن بوست"، وقالت فى افتتاحيتها إنه لا ينبغى أن يتم إجبار أبل على فك تشفير بيانات المستخدمين.
وأضافت أن الشركة بدت حتى يوم الثلاثاء عى الفائزة فى معركتها مع سلطات تطبيق القانون، فالرئيس باراك أوباما أعلن العام الماضى أنه لن يمضى فى تشريع يجبر شركات التكنولوجيا على منح السلطات حق الدخول إلى البيانات المشفرة لمستخدميها.
لكن الإف بى أى أقنع قاضيا فيدراليا بأمر ابل بإنشاء برنامج سوفت وير يساعد المحققين الفيدراليين على الدخول إلى جهاز أيفون 5 الذى كان يستخدمها سيد رضوان فاروق، المشارك فى تنفيذ هجوم كاليفورنيا.
وترى الصحيفة أن المباحث الفيدرالية تحاول استكشاف وتأسيس حدود سلطاتها القانونية لمحاربة الإرهاب والجرائم الأقل، بموجب القوانين الحالية وفى ظل غياب أى إجراء من الكونجرس والبيت الأبيض. وانتقدت الصحيفة ما قام به الإف بى أى، وقالت إنه لا ينبغى أن يطلب من القضاء أن التدخل فى الأمر، ولا ينبغى على الأفرع السياسية للحكومة أن تفعل ذلك.
من جانبه، قال موقع "دايلى بيست" الأمريكى إنه على الرغم من أن أبل رفضت مطالب المباحث الفيدرالية بفتح الهاتف الخاص بمنفذ حادث كاليفورنيا، إلا أنه سبق وقامت بأمور مماثلة عشرات المرات.
وتحدث عن قضية مشابهة فى نيويورك العام الماضى اعترفت فيها أبل أن بإمكانها أن تستخرج البيانات الخاصة بأحد المستخدمين إذا أرادت. ووفقا للإدعاء فى تلك القضية، فغن أبل قامت بفتح الهواتف للسلطات 70 مرة على الأقل منذ عام 2008.
ورأى الموقع أن موقف أبل الأخيرة ربما لا يكون من منطلق الدفاع المبدئى الذى زعمه تيم كوك.