ما من قرية أو مدينة حول العالم، يكون للإرهاب فيها موطئ قدم، إلا ويحل الخراب والدمار، وكان هذا هو الحال فى مدينة مراوى، جنوب الفلبين، التى حلت عليها لعنة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابى، حيث استمرت سيطرتها على المدينة قرابة 5 أشهر متواصلة.
23 مايو 2017، كان هذا التاريخ موعد المدينة الفلبينية، مع اجتياح خفافيش الظلام من المنتمين للتنظيم الإرهابى، الذين استمروا فى الاشتباك مع الجيش الفلبينى على مدار 5 أشهر فى محاولة مستميتة من الدولة لتحرير المدينة من سيطرة الإرهابيين.
وما أن انتهت المواجهات المسلحة بمقتل قيادات التنظيم، وهما "إيسنيلون هابيلون"، زعيم تنظيم "داعش"، فى جنوب شرق آسيا، المدرج على لائحة الولايات المتحدة "لأكثر الإرهابيين المطلوبين"، و"عمر ماوتى"، الذى قاد مع "هابيلون"، الهجوم على مراوى، فى 23 مايو، بعد محاولة فاشلة من السلطات لاعتقال الأخير، إضافة إلى أعداد كبيرة من عناصره، وتشتت فلوله، إلا وانكشف الستار عن خراب ودمار خلفه التنظيم الإرهابى قبل مغادرة المدينة.
وتظهر المشاهد المصورة الملتقطة فى مدينة مراوى، المبان مهدمة ومدمرة إثر التفجيرات والعبوات الناسفة المستخدمة من قبل التنظيم، إضافة إلى القصف المستمر من قبل الجيش الفلبينى، لاستهداف العناصر الإرهابية المستترة بين المنازل والمدنيين الذين استخدمتهم كدروع بشرية لتأمين أنفسهم.
وليست مدينة مراوى، الوحيدة، التى ترك فيها عناصر "داعش"، خراب ودمار، حيث سبقها الكثير من المدن فى الكثير من البلدان، ولعل فى الخراب الذى حل بالمدن السورية، والعراقية، عبرة فى ذلك، فالإرهاب دائمًا لا يعرف التطوير والتعمير والتحضر، بل يغلب على نهجه الوحشية والتخلف.