لا تزال أصداء نشر وثائق سرية حول اغتيال الرئيس الأمريكى الـ35 جون كينيدى، تشغل اهتمام الصحف العالمية الصادرة اليوم السبت، وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها، إن نشر 2800 وثيقة يجيب على أسئلة مهمة بشأن الحادث الذى هز العالم حينها وظل يحظى باهتمام العالم لأكثر من نصف قرن، لكنه فى الوقت نفسه يثير عددا أكبر من الاسئلة ويغذى نظريات المؤامرة.
وتحذر الافتتاحية من أن وجود وسائل التواصل الاجتماعى يعنى الآن انتشارًا أوسع وأسرع لنظريات المؤامرة من السابق، لاسيما وإن هناك بعض الوثائق التى تم حجبها فى اللحظة الأخيرة، ما يفيد أن هناك شيئا تريد الإدارة إخفاءه، كما يعنى أن نظريات المؤامرة تزدهر فى الدول الديمقراطية أكثر من أى وقت مضى.
وتضيف أن القصص عن وجود فعل خاطئ فى هذا الصدد لدى الجمهوريين تنتشر لدى الديمقراطيين الذين هم خارج السلطة، ولكن ديفيد رانسمين المدير المشارك لمشروع المؤامرة والديمقراطية فى جامعة كمبريدج يحذر من أن القضية الآن ليست فى حجم نظريات المؤامرة بل فى انتشارها بمجمل الطيف السياسى من اليمين إلى اليسار واستغلالها من سياسيين منتخبين ديمقراطيا كما هو الحال فى عهد الأنظمة الديكتاتورية.
ومن ناحية أخرى، كتب تيم ستانلى فى صحيفة الديلى تليجراف، يقول فيه إنه من المنطقى تمامًا الاعتقاد بالمؤامرة عندما يحدث شىء ما يبدو مستحيلا، ومن الطبيعى البحث عن تفسير إنسانى، بحسب موقع "بى بى سى عربى".
وتساءل الكاتب قائلًا: إذا كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد حاولت قتل كاسترو بسيجار مفخخ أو تمكن صبيان الرئيس الأمريكى السابق ريتشارد نيكسون من زرع أجهزة تنصت فى فندق ووترجيت، لماذا لا تكون المخابرات الروسية (كى جى بى) هى من أطلق النار على جى أف كينيدى، وألقت باللوم على شخص يدعى لى هارفى أزوالد؟!.
وأضاف الكاتب أن من بين كل نظريات المؤامرة، تبدو تلك المتعلقة باغتيال كينيدى الأكثر جاذبية، لأن موضوعها مثير للغاية، لذا فإن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعلم جيدا ما يفعل عندما سمح بإطلاق الملف السرى الذى يحوى على 2800 وثيقة عن حادث الاغتيال، والجريمة التى أطاحت بأقوى رئيس أمريكى فى مرحلة مليئة بالطموحات.