يعد الكساد العظيم من أبرز الأحداث التى شهدها القرن العشرين فى بداياته، وهو الحدث الذى أثر على الاقتصاد العالمى لسنوات عديدة. وكان لمثل هذا اليوم، 29 أكتوبر 1929، دور وتأثير فى الكساد الذى حدث.. ويعرف هذا اليوم بأنه الثلاثاء الأسود حيث شهد انهيار شديد لبورصة وول ستريت، جاء بعد انهيار سابق لها قبل 5 أيام فى 24 أكتوبر.
وأشار المؤرخون، إلى أن هذا الانهيار فى سوق الأوراق المالية كان الأكثر تدميرا فى تاريخ الولايات المتحدة، وحدث بسبب زيادة هائلة فى العرض على الطلب، حيث تم عرض 13 مليون سهم تقريبا على لائحة البيع، الأمر الذى أدى إلى تدنى مستوى الأسهم بعد ارتفاع سابق.. فقد انخفض مؤشر داون جونز 50% تقريبا، وأغلق فى نوفمبر على مستوى 198.69 نقطة، ولم يعد المؤشر إلى مستواه إلا فى عام 1954.
أما عن سبب الانهيار فكان لاستثمار مبالغ ضخمة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم بشكل غير واقعى.. وكان السبب وراء الارتفاع الشديد فى العرض، هو أنه فى ظل غياب الإشراف الحكومى، اشتعلت الرغبة فى المضلربة فى ظل جهل الهواة بكيفية العمل فى وول ستريت، وانجذابهم للارتفاع الشديد فى قيمة الأسهم، إلى جانب انتشار المعاملات فير القانونية.
وأدى هذا الانهيار فى سوق الأوراق المالية إلى إفلاس الملايين من الناس، وطالت آثار الانهيار الجميع، حتى هؤلاء الذين لم يشاركوا فى المضاربة، وترتب على ذلك إفلاس أكثر من ثلاثة آلاف بنك، حيث شاركت البنوك فى المضاربة فى البورصة فى يوم الانهيار، وبذلك ضاعت مدخرات الملايين، الأمر الذى كان له تأثيرا جماعيًا.