حذر اللفتنانت جنرال، جان مارك جواس، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية، فى كوريا الجنوبية، من أن ميزان الحرب على كوريا الشمالية لن يكون فى "كفة أمريكا"، وقال إنه إذا اندلع صراع مفاجئ بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، فإن القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية ستواجه نقصا عدديا وستعانى عجزا فى الإمدادات.
وقال جواس - وفق ما نقلته مجلة (ذا نيوزويك) الأمريكية، اليوم الجمعة - "إن القوات المسلحة الأمريكية فى كوريا الجنوبية التى يبلغ عددها 28 ألفا و500 فرد، يقل بكثير عن عدد القوات الكورية الشمالية، وحتى عن عدد قوات كوريا الجنوبية التى ستشن الغالبية العظمى من القتال، وعلى عكس كل نزاع منذ الحرب الكورية الأخيرة، لن نتمكن من تدعيم قواتنا قبل بدء الأعمال العدائية"، مشيرا إلى أن كوريا الشمالية لديها ما يقرب من 2.1 مليون جندى.
ومن يناير 2012 إلى ديسمبر 2014، شارك جواس - بشكل وثيق - فى وضع خطط لمواجهة هجوم كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية، وقال "إن هذا التهديد هو الأخطر الذى واجهته منذ نهاية الحرب الباردة، والتخطيط له كان التحدى الأكثر صعوبة التى واجهته فى حياتى المهنية على مدار 35 عاما".
وأضاف جواس، أن الأمر سيستغرق أشهر لتعزيزات الإمدادات الأمريكية الضرورية للوصول إلى شبه الجزيرة الكورية، وبمجرد وصول القوات، قد تجد أن قواعدها معرضة للهجوم بالأسلحة التقليدية أو الكيماوية، الأمر الذى سيزيد من تأخير دخولهم الحرب".
كما سلط "جواس"، الضوء على الخطر الذى قد يشكله الصراع على المدنيين من كوريا الجنوبية والأمريكيين الذين يعيشون فى المنطقة، موضحا أن الأمر سيستغرق أياما للتخلص من "المدفعية والصواريخ الكورية الشمالية"، التى تهدد العاصمة الكورية الجنوبية سول، التى تضم 25 مليون نسمة. وفى الوقت نفسه، "ستتطور أزمة هائلة من الضحايا وسيكون هناك إجلاء لأكثر من 100 ألف من غير المقاتلين الأمريكيين، وكثير منهم سيلجئون إلى القوات الأمريكية لإخراجهم من شبه الجزيرة".
كما حذر من أن حماية المدنيين فى كوريا الجنوبية وإخلاء المدنيين الأمريكيين سيكون "معقدا بشكل كبير" بسبب "الاستخدام المتوقع" للأسلحة النووية والكيماوية من قبل نظام كيم يونج أون.
وأكد جواس، أن أى عمل عسكرى ضد كوريا الشمالية من جانب الولايات المتحدة "مهما كان محدودا" من المحتمل أن يشعل فتيل حرب واسعة النطاق، ومن غير المرجح أن "يقضى تماما على القدرات النووية لكوريا الشمالية"، وجاءت تصريحات "جواس"، بعد وقت قصير من إعلان البنتاجون أنه سيكون من الضرورى تنفيذ غزو برى لكوريا الشمالية من أجل إزالة ترسانتها النووية.