نشرت صحيفة الأوبزرفر تقريرا عن المسلمين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، ودفنوا في مقابر مع قتلى الحلفاء، وبقيت قصصهم مجهولة.
وأضافت أن مؤسسة تدعى "مؤسسة الأبطال المنسية 14-19" عكفت على توثيق مساهمات جميع المسلمين الذين قاتلوا وعملوا لصالح قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى، بحسب ما نشره موقع "بى بى سى عربى"، وزار عدد من المسلمين المقابر الخاصة بالمسلمين والتى بنيت باتجاه مكةبمناسبة يوم الهدنة.
يقول فيفيك تشاوداري في تقريره – الذى نقلت بى بى سى أجزاء منه- إن باحثين قضوا الأعوام الستة الأخيرة في فحص وثائق من الأرشيف العسكري وعددا كبيرا من المذكرات الشخصية لمحاربين في الحرب العالمية الأولى من 19 بلدا، فضلا عن مئات الصور، وخلص البحث إلى أن 2.5 مليون مسلم شاركوا فى صفوف جيوش الحلفاء بصفة مقاتلين أو عاملين.
وبدأت عملية البحث بمبادرة من رجل بلجيكي اسمه لوك فيريى، ويبلغ من العمر 53 عاما، بعدما عثر فى مذكرات من الحرب العالمية الأولى لوالد جده على فصول مطولة عن المسلمين الذين التقاهم في جبهات القتال.
ووجد الباحث، حسب تشاوداري، أن هؤلاء المقاتلين جلبوا من أفريقيا والهند وروسيا وحتى من أمريكا، فعاشوا وماتوا مع المسحيين واليهود .
ويذكر الكاتب قصصا عن أئمة وقساوسة وحاخامات يعلمون بعضهم بعضا طريقة الدفن. وتروي الوثائق أيضا قصص الجنود المسلمين وهم يقتسمون طعامهم مع المدنيين الجياع. كما اندهش الضباط الفرنسيون والبلجيكيون والكنديون من معاملة الجنود المسلمين الإنسانية للأسرى الألمان، ولما سئلوا عن ذلك ذكر لهم الجنود المسلمين أن هذه طريقة معاملة الأسير وفق تعاليم الإسلام.
وينقل الكاتب عن فيريي قوله إن "صورة المسلمين في الغرب هي أنهم أعداء، وأنهم وافدون لم يقدموا شيئا لأوروبا، وهدف عملنا هو أن نجعل جميع أوروبا تفهم أن بيننا تاريخ مشترك، بعيدا عن السياسة والاستعمار، ونحن نقدم وقائع وقصصا حقيقية ينبغي أن تعرفها أوروبا كلها".
ويضيف الكاتب أن عمل هؤلاء الباحثين أثار اهتمام خبراء الحرب العالمية الأولى. وقد ألقى فيريي محاضرة في جامعة هارفارد الشهر الماضي، وقدم وثيقة للأمم المتحدة. ويعتزم الباحثون إصدار كتاب يتضمن مقاطع من الوثائق التي اطلعوا عليها، ومجموعة من الصور التي عثروا عليها.
ومن بين الوثائق الأكثر تأثيرا، حسب الكاتب، الرسائل التي كتبها هؤلاء المقاتلون المسلمون، وذكر منها رسالة مقاتل جزائري كان في جبهة القتال بمنطقة نوتر دام دوي لوريت في عام 1916 يقول فيها: " أقسم بالله العظيم، أنني لن أتوقف عن الصلاة، ولن أتخلى عن ديني، حتى لو وضعت في جحيم أشد من الجحيم الذي أنا فيه".
ووضعت صحيفة "الأوبزرفر" قائمة بأعداد وجنسيات المسلمين الذين قتلوا فى الحرب العالمية الأولى، وهى كالآتى:
الجنود:
400 ألف هندى (الجيش البريطانى الهندى) و200 ألف جزائرى، و100 ألف تونسى، و40 ألف مغربى، و100 من غرب إفريقيا، و5 آلاف صومالى وليبى (الجيش الفرنسى) و5 آلاف أمريكى مسلم و1.3 مليون مسلم روسى.
العمال
100 ألف مصرى
35 ألف صينى مسلم
130 من شمال إفريقيا
200 ألف من الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى
40 ألف هندى